الشارع المغاربي – لا تُفَكُّ / بقلم: عمر صحابو

لا تُفَكُّ / بقلم: عمر صحابو

1 يناير، 2018

الشارع المغاربي : ما أبلغ الرسالة الوافدة من الجالية التونسية بألمانيا الى قيادات الاحزاب السياسية الفاعلة في البلاد في الذكرى السابعة لاندلاعالثورة“. سبع سنوات يوما بيوم (17 ديسمبر 2010 أوقد البوعزيزي شرارة الاحداث وفي 17 ديسمبر 2017 بعثت الجالية التونسية برسالتها). انتخبت تونس  نائبا جديدا في البرلمان بـ 284 صوتا عن 26 الف ناخب وناخبة مسجلين في القائمات الانتخابية! رقم يختزل في حد ذاته افلاس من وُلُّوا أمر التونسيين بعد الثورة وتكفّلوا باستثمارها لغد أفضل مما كانت عليه البلاد قبلها.

هل كان للتونسيين في ألمانيا أن يمسكوا عن المشاركة في الانتخابات لو كانت قلوبهم عامرة بالثقة والاحترام والافتخار بأحزابهم ؟ سبع سنوات بعد 14 جانفي لم تجن الطبقة السياسية الفاعلة سوى الرفت والرفض من قبل نفس الناخبين والناخبات الذين أقبلوا على قائمات بعشرات الآلاف في الانتخابات التي خلت.

الأيام والزمان لا ترحم !

لنستحضر في هذا المضمار مقولة الرئيس الأمريكي الحكيم ابراهام لينكولن Abraham Lincoln :

On peut tromper une partie du peuple tout le temps, et tout le peuple une partie du temps mais on ne peut pas tromper tout le peuple tout le temps.

من الممكن خداع جانب من الشعب كامل الوقت ومن الممكن خداع كل الشعب بعض الوقت لكن لا يمكن خداع كل الشعب كامل الوقت

رسالة تونسيي ألمانيا تُعد ترجمة بالارقام لهذه المقولة الشهيرة !

أمهل التونسيون أحزابهم وقادتها ما يكفي من الوقت وأحسنوا بهم الظن وصبروا عليهم جميل الصبر الى ان نفد الصبر وانقلب الظن من الاحسن الى الاسوإ: كذب ومغالطات وتسويف واستبلاه واستهتار واستخفاف وفساد يجري وبطالة تسري وجوع يزحف وفقر يعصف بثلث الشعب، وأصحاب الدكاكين الحزبية يطمحون بكل صلف الى  كسب رضا ومباركة التونسيين مجددا

حتى كانت الصفعة !

ولعل الصفعة الأشد وجعا هي تلك التي تلقاها نداء تونس الحزب الذي دبّر كامل العملية الانتخابية بألمانيا مراهنا خاصة علىحراكالوجه الندائي الالماني عبد الرؤوف الخماسي وسخائه الحاتمي لإهداء حافظ قائد السبسي شرعية برلمانية تثبّت نوعا مازعامتهعلى الحزب وتؤثث له موقعا شرعيا بين بقيةالزعماء“. فَشَلُالدبارةبعد إسقاط مركبة حافظ الفضائية بقذائف الرفض والغضب والاستنفار الآتية من كل جهات البلاد داخليا وخارجيا أرغم المدبّرون على تحويل وجهة العملية من فوز لحافظ الى فوز للنداء.

النتيجة النهائية : “شلبوقباللغة التونسية وهي كلمة فضّلتها على كلمة هزيمة لما فيها من ذبذبات سخرية وتهكّم اضافة الى معنى النكسة.

أقولها بلا لف ولا دوران : لا أرى التونسيين سواء كانوا في بلدهم أو في ألمانيا أو في أقاصي الدنيا يمنحون مستقبلا أصواتهم الى حزب خان العهد بتحالفه الفاشل مع النهضة وخاب في تسيير شؤون البلاد الى حد وضعها على حافة الافلاس ونصّب على رأسه حافظ ابن الباجي قائد السبسي : يعني كل شيء سوى زعيم !

أما في ما يتعلق بقذف النهضة بمسؤولية فشل النداء فهو من باب التصحر الفكري والافلاس السياسي. ما هي علاقة النهضة بانقراض أنصار النداء في ألمانيا من 3600 صوت لقائمته في 2011 إلى أقل من 200 صوت في 2017. “خانها ذراعها قالت مسحورة“. في السياسة والرئيس الباجي قائد السبسي عليم بذلك، لا مسؤولية تذكر غير مسؤولية الساهرين على شأن حزبهم أو حكومتهم أو رئاستهم ! إسقاط المسؤولية على الغير يعد إسقاط ذاتهم بذاتهم ! أما التهديد بمراجعة التحالف مع النهضة بعد النكسة الألمانية فلتطمئن القلوب : فك الارتباط بين النهضة والنداء لا أظنه ممكنا ولا بالقريب !

عروة باريس الوثقى لا تُفكّ ! بسهولة


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING