الشارع المغاربي-وكالات: خصصت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية افتتاحية عددها الصادر اليوم الخميس 17 ديسمبر 2020 قراءة لحصيلة اندلاع ثورات “الربيع العربي” والتي كانت مهدها ولاية سيدي بوزيدي قبل ان تتوسع وتمشل عددا من الدول العربية معتبرة أنّ “الوهم الذي وُلد من هذه المحن ليس على استعداد للاختفاء” مشيرة الى ان شرارة الانتفاضات قد تشمل الجزائر ولبنان.
وأكّدت الصحيفة ان” الأمر لم يتطلب سوى شرارة – تضحية تاجر متجول في سيدي بوزيد – لإطلاق حريق هائل في العالم العربي، من تونس إلى البحرين مروراً بليبيا ومصر وسوريا واليمن” مشيرة الى أنّه “بعد عشر سنوات، مازال هذا الحريق مشتعلاً، بل إنه تمدد بشكل متقطع من الجزائر إلى لبنان”.
وأضافت “هذه النار هي نار التطلعات الشعبية من أجل مزيد من الديمقراطية وظروف معيشية كريمة ومطالب سياسية واقتصادية واجتماعية لم تتم الاستجابة اليها في أي بلد. فلم تسفر الانتخابات في أي بلد من بلدان الربيع العربي عن نظام ديمقراطي يعهد إلى إداريين أكفاء. بل بدلاً من ذلك، قادت الانتفاضات إلى الحرب الأهلية والإسلاموية أو إلى عودة الجيش، وأحياناً الثلاثة معاً”.
وتابعت “فحتى في تونس التي لم تقل التجربة الديمقراطية فيها كلمتها الأخيرة بعد، فإن المواطنين في كل مكان يعدون موتاهم أو سجناء الرأي ولم تتراجع نسب البطالة والفقر. أما الفساد فقد تمت دمقرطته في وقت تتصاعد رغبة الشباب التونسي في الذهاب إلى المنفى بشكل غير مسبوق”.
وواصلت “إن العقد الأخير فرض درساً قاسياً في الواقعية على الغربيين، الذين اعتقدوا أنهم صدّروا نموذجهم الديمقراطي في منطق “نهاية التاريخ” – قبل أن يرى أنه هو نفسه كان في أزمة. كما أن الغربيين اعتقدوا أن التدخل العسكري هو الأنسب في ليبيا، لكنهم فشلوا في إصلاح ما تم تخريبه في هذا البلد، متجاهلين درس المغامرات الأمريكية في أفغانستان والعراق. فعندما أقام وحش داعش “خلافته” في سوريا، كان من الضروري أن يُقطع رأسه، وهو ما أوصلنا بحكم الأمر الواقع، ولكن دون قول ذلك، إلى المصالحة مع القادة المستبدين القادرين على وضع غطاء على هذا المرجل الذي يغلي”.