الشارع المغاربي – لوموند: مصير أوروبا عام 2024 سيتقرّر في غزة

لوموند: مصير أوروبا عام 2024 سيتقرّر في غزة

قسم الأخبار

1 يناير، 2024

الشارع المغاربي: اعتبر الأكاديمي والبروفسور الفرنسي جان بيير فيليو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعولان على عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وأنهما سيبذلان قصارى جهديهما لإطالة أمد الحرب على غزة، وانه ستكون لذلك آثار كارثية على الاتحاد الأوروبي سواء في علاقته بالشرق الأوسط أو بأوكرانيا.

وكتب البروفيسور بصحيفة لوموند “لا شيء ينبئ بنهاية مأساة غزة لأن لنتنياهو مصلحة كبيرة في إطالة أمد الحرب، مع احتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب وهو بذلك لا يقامر على بقائه السياسي فحسب وإنما كذلك على ضمان الاحتفاظ بالحصانة كرئيس للحكومة وإبعاد التتبعات القضائية التي تلاحقه منذ عام 2019 بتهمة الفساد والتحيل وخيانة الأمانة، والتي يمكن أن تجره للسجن.

ولهذا السبب، يضيف فيليو الخبير بشؤون الشرق الأوسط، “خصص نتنياهو لجيشه هدفا خطابيا أكثر مما هو عسكري، يتمثل في “القضاء” على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ليصبح استمرار االحرب بالنسبة له هدفا في حد ذاته، ليس فقط للحفاظ على السلطة، ولكن أيضا لإضعاف الرئيس الأمريكي جو بايدن، آملا في عودة ترامب الذي قدم له الدعم غير المشروط خلال مدة ولايته”.

وتابع “ليس نتنياهو الوحيد الذي يعتمد على هذه الحسابات، فهناك أيضا بوتين المقتنع بأن إعادة انتخاب ترامب ستضمن له النصر على أوكرانيا، ليكون الرابح الأكبر من الحرب في غزة، بعد أن أثبتت الديمقراطيات الغربية عجزها عن الدفاع في الشرق الأوسط عن مبادئ القانون التي باسمها دعمت أوكرانيا، في تجسيد صارخ “للمعايير المزدوجة”.

ومع تزايد احتمالات النجاح الروسي في أوكرانيا مع كل يوم من إطالة أمد الحرب في غزة، يرى فيليو أن الوقت حان كي تستجمع أوروبا قواها لتجنب مثل هذا السيناريو الكارثي، وتقوم بالتعبئة لصالح تسوية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بالطاقة نفسها التي بذلتها لدعم أوكرانيا عام 2022.

وخلص الكاتب إلى أن تكاليف سلبية الموقف الأوروبي في ظل الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط قد تكون باهظة، مما يعني ضرورة تسخير الاتحاد الأوروبي سياسته القصيرة والمتوسطة الأمد لتحقيق “الهدف الإستراتيجي” الذي حدده لنفسه والمتمثل في حل الدولتين. وهو ما يقتضي، حسب فيليو، إعادة تقييم كل أشكال التعاون مع إسرائيل وتعليق أي مشروع يعزز، ولو بشكل غير مباشر، الاستيطان في الأراضي المحتلة بالقدس الشرقية والضفة الغربية.

وختم “ينبغي، في النهاية، ألا يكتفي الاتحاد بدور الممول لإعادة إعمار المناطق المدمرة في غزة، الدور الذي تسنده له الولايات المتحدة وإسرائيل، لإعفاء نفسيهما من المسؤولية عن مثل هذه الكارثة، مما يعني بالضرورة أن مصير أوروبا في عام 2024، سوف يتحدد في غزة”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING