الشارع المغاربي: اعتبر محمد عبو الوزير وامين عام حزب التيار الديمقراطي سابقا ان ما قاله رئيس الجمهورية قيس سعيد مساء يوم امس هو اعلان خروج عن الدستور الذي لا يسمح بتغييره مضيفا ان مشكلة قيس سعيد وجزءا من النخب التي وصفها بالبائسة جدا انها حاولت لمدة زمنية معينة اقناع الشعب ان المشكل يكمن في الدستور مشددا على ان الدستور بريء كل البراءة وعلى انه لا مشكل فيه.
واكد عبو في مداخلة له مساء يوم امس الاثنين 13 ديسمبر 2021 على قناة “الجزيرة مباشر” في متابعة للقرارات الجديدة لرئيس الجمهورية قيس سعيد ان مشكلة الشعب ان معظم نخبته السياسية وليس كلها فاسدة وتشتغل لحساباتها الخاصة لافتا الى انه لذلك لم تنجح البلاد.
وذكر بان رئيس الجمهورية هو الحارس الامين للدستور والمسؤول عن الامن القومي وبانه لا يتدخل في التسيير اليومي الا في الازمات لافتا الى انه لذلك كان قد نادى بتفعيل الفصل 80 في اطار ازمة على الا تتجاوز 3 اشهر.
وعاب على سعيد عدم فتح ملفات الفساد الجدية ولا اتخاذ قرارات جدية متابعا بالقول :”وعلى العكس تكونت حوله بعض العلاقات وحتى بعض الشبهات في اشخاص مقربين منه ويصر الرجل على المغالطة تحت الضغط الاجنبي بانه لن يحل الدستور لكن عندما يقول ان هناك استفتاء فمعنى ذلك حله”.
واتهم عبو سعيد بالسيطرة على وسائل الاعلام مشيرا الى ان التلفزة الوطنية اصبحت تقدم الميكروفون بعد كل خطاب للرئيس لشخص تدرك انه مع الرئيس مؤكدا انها اصبحت فعلا مثل قناة 7 قبل 14 جانفي 2011.
واعتبر ان قيس سعيد يتجه الى ممارسات قال انه لا يريد ان تكون واضحة حتى لا يخسر الدعم الاجنبي مؤكدا انه “سيستبد بالامر معولا على ان الناس كرهوا منظومة العشر سنوات التي كانت فعلا فاشلة” مضيفا “لكن الناس سيكتشفون فعلا ان هذا الشخص (في اشارة الى سعيد) غير قادر اصلا على تسيير دولة لاسباب تتعلق بكفاءته ..”
واشار عبو الى ان دوافع 25 جويلية كانت بسبب اليأس من حصول اصلاح من الداخل والى انه كان لا بد من اتخاذ قرارات لكن من داخل الدستور مؤكدا انه حصل تعسف وانه لا باس من بعض الايام ليستتب الامر.
واضاف ” لكن قيس سعيد تمادى في كل كبيرة وصغيرة ووصل الى تحقيق الاهداف الخاصة به في حين ان الغاية كانت تفكيك وابعاد بعض القضاة الفاسدين الذين وضعوا انفسهم في خدمة بعض الاحزاب السياسية وبعض الموظفين في وزارة الداخلية وهذا ما قام به ولو جزئيا …ولكنه اتجه الى خدمة مشروع انا اصفه من حيث الاصل بانه تافه جدا ويذكرنا بمعمر القذافي وثانيا مهما كان المشروع عبقريا لا يمكن ان يصل اليه الا عبر اتباع الطرق القانونية والتي نص عليها الدستور. “
واكد عبو ان سعيد جاء بافكار وصفها ب”المتخلفة ولا يصدقها عاقل” معتبرا ان سعيّد قدم نفسه كبديل عن طبقة سياسية من الفاسدين وان آلة معينة اشتغلت في هذا الاتجاه مضيفا ان سعيد استفاد من صورة الرجل المختلف الذي قال انه لم يحضر يوما لا نقاشات مع الناس ولا حملة انتخابية وانه كان يقول كلاما غريبا من قبيل انه لن يصوت لنفسه معتبرا انه كان من المفروض ان يكون كلاما عجائبيا ” مستدركا بان” ذلك اوصله للرئاسة في الدور الاول وبان الجميع صوت لفائدته في الدور الثاني لان الشعب اختار بين شعبوي وفاسد” مؤكدا ان الشعوبية لا تقل خطرا عن الفساد.
واكد ان “سعيد اصبح يريد ان يكون رئيسا بصلاحيات واسعة متناسيا اصلا انه لا يتقن هذا الدور” داعيا اياه الى التواضع والى ان يفهم انه بلا تاريخ وبلا مسيرة معينة تؤهله لهذا المنصب.
واستبعد عبو من جهة اخرى ان يكون سعيد قد قصده عندما اشار في كلمته يوم امس الى اشخاص يطمعون في مناصب مؤكدا انه لم يقابله ولم يتصل به وان اخر لقاء كان بطلب منه مذكرا بمواقفه السابقة المعارضة لقراراته وبانه كان في السلطة قبل قيس سعيد قائلا : ”لا يمكن أن أقبل بمكان معه… نحن مختلفون تماما عنه… لا أعتقد انه شرف عظيم ان اعمل معه”.