الشارع المغاربي: من استقبلوا الانقلاب باحتفال هم ارهابيين ودعاة حرب اهلية وقيس سعيد مع بن علي والقنزوعي والقلال..”ننظر اليوم الى تاريخ تأسيس الجبهة (جبهة الخلاص) بنظرة نقدية حول بعض المسائل وعن ماهية الجوانب التي تستوجب ان نقف عندها ونستدرك.. الجانب الاقتصادي هذا مهم.. عمل الجبهة بشكل عام مهم.. الجبهة مشروع يمثل تطويرا حقيقيا في تاريخ المعارضة التونسية وقام بمعالجة عملية لإعاقة خطيرة ظلت تحكم خلال العشرية السابقة وحتى قبلها…عندما اصبحت النهضة في السلطة تكونت جبهة ايديولوجية معادية للنهضة بعداء عدمي (.. قاتلك قاتلك مهما تحاول) وهذا ادى الى الانقلاب في النهاية وأدى الى ان يُستقبل الانقلاب بالاحتفال.. هذه فضيحة سياسية وفكرية.. الانقلاب في بلد الثورة استقبل باحتفال، هذا دوّخ الشعوب.. دوّخ من كانوا يتابعون التجربة التونسية باعجاب وإكبار كيف يُستقبل الانقلاب بالاحتفال بدل ادانة من تورط في هذه الفضيحة. الانقلابات لا يُحتفى بها.. الانقلابات ترمى بالحجارة لان اشد المنكرات هو الاستبداد.. هذه الفضيحة ينبغي الا نتساهل معها والا نمارس معها السماح .. يجب ان تدان.. اعتبر ان ما حققته الجبهة هو نجاح لان فيه تجاوز لهذه العلاقة الفكرية الايديولوجية التي تؤسس للحرب الاهلية لان تصور تونس بلا هذا الطرف او ذاك.. تونس دون النهضة او دون الاسلام أو اليسار.. تونس دون اي مكون من المكونات هي مشروع حرب اهلية.. هذا اجرام لذلك الذين استقبلوا الانقلاب باحتفال لا يمكن ان يكونوا ديمقراطيين بل هم استئصاليون وارهابيون وهم دعاة لحرب أهلية… ما معنى ان تقول هذا الطرف غير موجود.. هو موجود.. هذه الصورة (الموقوفون السياسيون) تنال اعجابا بشكل غير محدود.. هذه الصورة للجبهة.. ليسوا كلهم اعضاء في الجبهة.. الجبهة ليست بحزب.. هي مثل الحركات الوطنية التي تجعل هدفا كبيرا لها مثل تحرير البلاد من الاستعمار والتفاصيل لا تدخل فيها.. ما يجمعهم في الجبهة هي الحرية.. هؤلاء من يحاكمون (الموقوفون) هي علامة انتصار.. الرسالة التي وُجهت لنا منهم اننا تجاوزنا المعارك الايديولوجية وتجاوزنا الاستئصال واننا جميعا مجتمعون حول الحرية.. هناك صورة ناقصة في هذه القاعة.. صورة تجمع بن علي والقنزوعي والسرياطي والقلال.. وكل الذين يمثلون الثورة المضادة… الثورة مقابل الثورة المضادة هؤلاء يحاكمون (الموقوفون في قضية التآمر على امن الدولة) ورموز الثورة المضادة في دوائر العدالة الانتقالية وهؤلاء جرائمهم ثابتة كالقتل والتعذيب ولكنهم يحاكمون من خارج السجن بينما رموز الثورة يحاكمون وهم في غياهب السجون وهم يعذبون ويُضطهدون… يحاكمون في غياهب السجون ويُضطهدون.. الجبهة جعلت هذه الصورة ممكنة… يكفيها هذا النجاح.. بين الثورة والثورة المضادة ليس هناك وسط.. لذلك عبروا وقالوا نحن في معركة تحرير وطني وهم ليسوا مخطئين لانه ليس هناك وسط بينهما.. هؤلاء ليسوا مخطئين لانه ليس هناك وسط بين الثورة والثورة المضادة… نحن نعالج نفس المشكل الثورة المضادة مثلما حصل في سوريا ومصر.. من عجائب تونس ان الثورة والثورة المضادة يتعايشان في نفس المرحلة.. رموز الثورة في السجون ومحاكم تحاكم العهد القديم.. وأين قيس (قيس سعيد) الان؟ وين بقعتو؟ مع هذوم ولاّ مع لخرين.. واضح هو الان مع من يحاكمون.. هو مع القنزوعي ومع السرياطي ومع بن علي.. هؤلاء صحيح يحاكمون في زمن نستطيع ان نقول انهم يحاكمون في زمن قضائي ولكن الزمن السياسي لصالحهم بينما هؤلاء يحاكمون والزمن السياسي ليس في صالحهم.. والزمن القضائي يسخر من قبل الزمن السياسي.. هنا نجد مفارقة كبيرة. وينبغي الا تتذبذب الساحة امامنا.. صحيح انه كانت هناك معارضة لبن علي لكن هل معارضات بن علي هي المعارضات الرسمية هي التي صنعت الثورة ؟… لا الثورة جاءت من خارج السيستام ..ربما المعارضون مهدوا لذلك وهذا يحسب لهم لكن الثورة.. التغيير ماجاش من داخل السيستام.. الذين يتوقعون ان يحصل التغيير من داخل منظومة قيس سيقع التغيير ونقول لمن قال لماذا لا ندخل الانتخابات القادمة شكون قال باش تصير انتخابات أصلا؟ منين باش يبدى الحساب؟ …من يقول انتخابات 24 يعني بدستور 2014 الذي تم الدوس عليه ما نجمش نبني على الاوهام.. هو صرح (قيس سعيد) انه لن يسلم البلاد لغير الوطنيين… معنى ذلك انه اصبح الناطق باسم الوطنية.. لذلك ينبغي ان نبني على ما هو واقع اليوم.. والواقع ان انقلابا حصل وداس على مكاسب الثورة واهمها الحرية …بعد قرون طويلة اصبحنا قادرين على تغيير حكامنا.. المبزع ثم المرزوقي ثم الباجي ثم غيرنا الباجي جانا الّي بعدو .. هذا يحصل لاول مرة في تاريخ تونس وفي تاريخ المنطقة.. هذا المكسب ينبغي ان نحافظ عليه.. هذا المكسب اطيح به ونحتاج الى ثورة حقيقية.. نحتاج الى ثورة والى هذا اللقاء الوطني الجامع بقطع النظر عن التفاصيل الاجتماعية والسياسية” ..