الشارع المغاربي – من يوقف هذا العجز العربي ؟ بقلم: د.المنصف السليطي

من يوقف هذا العجز العربي ؟ بقلم: د.المنصف السليطي

4 أبريل، 2019

الشارع المغاربي : أوضاعنا العربية ليست أفضل  حال من أوضاعنا الوطنية بل لعلها أسوأ، وتعطلت كلّ مفاعيل القواسم المشتركة بين الشعوب العربية  وكل ما يوحدها وما  يقرب بينها من لغة ودين وروابط حضارية  وتاريخية عريقة وتكامل اقتصادي ومصير مشترك والشعور  بوحدة الانتماء والأهداف، وحولتها  الانقسامات العربية -العربية إلى طاقة معطلة وسلبية. ولذلك يعتبر العديد من المتابعين للشأن العربي أنّ الدول العربية لم تشهد مرحلة أسوأ ممّا عرفته  خلال هذا العقد الأخير. فقد ضيّعت بوصلتها تماما وارتبكت أولوياتها وغابت قضاياها المركزية العادلة ومنها القضية الفلسطينية عن اهتماماتها الإستراتجية وعن أجندتها وعن سلم أولوياتها بل سعت بعض الدول العربية إلى التطبيع مع إسرائيل و الإستقواء  بها  في خلافاتها مع شقيقاتها العربية.

ولقد بلغت الخصومات  والنزاعات الداخلية العربية حدّا غير مسبوق واتت   نيرانها على الأخضر واليابس  حتّى صار مألوفا أن تقصف  طائرات لدول عربية أراض  دول عربية أخرى وتقتل وتدمّر شعوب عربية بأيدي عربية – على غرار ما يجري في اليمن ” السعيد ” – وأصبح  مألوفا ان  تنطلق صواريخ من أراض عربية نحو أراضي دول شقيقه وأن تنتشر عساكر أجنبية مقاتلة في أكثر من أرض عربيه كما هو الأمر في سوريا وليبيا. ويتم ذلك  على مرأى ومسمع من العالم اجمع وداخل خيمة الإخوة العربية وعلى حساب  الدين  والأرض والعرض وكل الآمال العربية في الكرامة والعزة و الوحدة التي  حلمت بها اجيال عديدة. ولا يتحدثنَّ أحدعن ميثاق الجامعة العربية الذي ينص في  المادة الثانية على أن “الغرض من الجامعة هو توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية تحقيقًا للتعاون بينها، وصيانة لاستقلالها وسيادتها والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها” فلا أحد يحترمه ويهتم به ويتذكر بأن الجامعة حاضنة للعمل العربي.

والغريب في الأمر أنك تكتشف  وتتيقن كذلك من خلال كلمات سموهم ومعاليهم وسيادتهم أنهم متبرمون من الأوضاع مثل شعوبهم  وقلقون مثل شعوبهم وغير مرتاحين مثل شعوبهم لهذه الأوضاع  العربية الوالغة في الرداءة والسوء وهم يبحثون عن السبل والوسائل الكفيلة بإدخال البهجة والسرور والرخاء على شعوبهم ولكنهم مغلوبون على أمرهم  وكأنهم لا يباشرون تسيير أحوال وشؤون شعوبهم  والإشراف على مقدراتها وهم “غلابة” وعاجزون مثلنا وليس بأيديهم ما يحلون وما يربطون ولا حول لهم ولا قوة ولذلك لا تتجاوز مخرجات البيان الختامي سقف العواطف المتبادلة ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته نيابة عنا و”التشديد على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية في قمة بيروت في العام 2002 ” بينما إسرائيل تفعل ما تشاء على الأرض الفلسطينية  وتستبيحها طولا وعرضا وتعمل على تغيير الحقائق فيها وذكر البيان كذلك أنه من غير المقبول بقاء المنطقة العربية مسرحاً للتدخلات الخارجية…وهكذا يتواصل العجز العربي رغم ” أن الأمة العربية تمر بمنعطفات خطرة جراء الظروف والمتغيرات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية” وقمة تونس ناجحة كسابقتها ولاحقاتها… ولا عزاء لنا بما يحدث…


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING