الشارع المغاربي : توجّه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، اليوم الجمعة 6 أفريل 2018، برسالة الى المشكّكين في استقلال تونس قال فيها “ان الشعب سيواصل النضال وسيقيم الدليل على أن تونس تفتخر باستقلالها”.
وأضاف قائد السبسي في كلمة ألقاها اليوم بالمنستير بمناسبة إحياء الذكرى 18 لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة أن حملات التشكيك في الاستقلال انطلقت منذ عشرات السنين وأن البلاد سائرة إلى الأمام “إلى أن يرث الله الأرض وما عليها وهو خير الوارثين”.
يُذكر أنّ رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين كانت قد دعت أكثر من مرّة منذ انطلاق أشغال هيئتها إلى ما تعتبره وجوب إعادة كتابة التاريخ لإدراج ما تكشفه هيئتها من معطيات أهمها «الاتفاقيات» مع فرنسا لاستغلال الثروات الطبيعية، دعوات اقترنت بشهادات مؤرخين وانتهت مؤخرا بتصريح لبن سدرين طعنت فيه في سيادة تونس مدعية أن استقلالها منقوص.
وقد ردّ 60 مؤرّخا تونسيا على دعوة بن سدرين في نصّ مطوّل كشفوا خلاله جهلها بقراءة التاريخ ومحاولاتها لتوظيف أحداث ومعلومات منه خدمة لأجندات مشبوهة. ومن ضمن ما جاء في ردّ المؤرّخين الفقرة التالية:
“لا يتّسع المجال في إطار هذا الحيّز المحدّد الهدف للخوض في ما جاء في اتفاقيات 1955 من بنود «مخلّة بالسيادة « كما ذكرت رئيسة الهيئة، ولكن لا بدّ من التأكيد على أن الدولة الوطنية قد تجاوزت أغلب ما جاء في هذه الاتفاقيات وملحقاتها قانونيا وديبلوماسيا بحكم الأمر الواقع (de facto)، ونجحت بإصرار في استعادة معالم السيادة الوطنية (الجلاء العسكري والزراعي). وهذا ما يؤكده العارفون بخفايا الأمور من رجال القانون والعلاقات الدولية ونحوهم وكذا البعض ممّن مارسوا السلطة بعد الثورة. وحسبنا هنا ما صرّح به مسؤول سابق في حكومة الترويكا في ألفاظ صريحة فصيحة لا يشوبها التواء – وهو ممن يصعب اتهامه بالانتماء إلى المنظومة القديمة – في ردّ غير مباشر على رئيسة الهيئة يوم الأربعاء 7 مارس 2018: «إن الحديث عن استغلال إكراهي لثروات البلاد من طرف بعض الدول لا أساس له من الصحّة وان كلّ المعلومات حول ثروات البلاد موجودة ومتاحة في المواقع الالكترونية للوزارات المعنية. إن تونس دولة استقلّت بشكل كامل سنة 1956 ولها السيادة الكاملة على الأرض وباطنها..». وهل بعد هذا مقال لقائل؟.. ولسنا في حاجة إلى كبير عناء كي نتبيّن أن للسيّدة سهام بن سدرين (ومن ساندها ويساندها بلجّة وضجّة) جردة حساب مع الزعيم الحبيب بورقيبة وبناة دولة الاستقلال والدولة الوطنية عموما. كما لم يغب عن فطنة الناس أن خطابها مصبوغ بالكراهية والحقد الدفين والرغبة في الانتقام والتشفّي. وليس بمثل هكذا خطاب يمكن التأسيس لعدالة انتقالية سليمة”.