الشارع المغاربي- ترجمة وليد أحمد الفرشيشي: “من المستحيل بناء دولة حديثة تعتمد فقط على الآيات القرآنية”، هكذا تحدّث غيرهارت واينبرغر، سفير نمسا السابق بتونس، لمراسل وكالة سبوتنيك الروسيّة.
واعتبر صاحب كتاب “لا يمكنُ بناء دولة بالقرآن”، الصادر حديثا عن دار “ميموراوا” النمساوية، أن القرآن هو العقبة الرئيسية التي تعيقُ مسار التحديث في البلدان الإسلامية.
وعرّج واينبرغر، الذي مثّل بلادهُ النمسا في تونس من سنة 2012 إلى سنة 2017، على التجربة التونسية قائلاً ” من المستحيل بناء دولة حديثة بالاعتمادِ على القرآن وحدهُ (…).وفي تونس، كان على القوى الديمقراطيّة التقدمية أن تقاوم أولئك الذين يلوّحون بالقرآن ويقولون إنّهُ من الضروري إدارة (الشأن العام) مثلما كان الأمرُ في عهد النبيّ”.
كما لاحظ السفيرُ، الذي قدّم نفسهُ في الحوار كشاهدٍ على الهجوم الذي شنّه سلفيون على السفارة والمدرسة الأمريكيتين في شهر سبتمبر 2012، أن “تونس تمكنت من السيّر في طريق التطوّر الإيجابي”.
وأضاف بالخصوص : “على المستوى السياسي، تتقدم البلاد بحيوّية (لأنّ) تونس لم تستسلم لإغراء إدراج الشريعة في الدستور تحت أيّ ظرف. وإذا كان ثمّة بصيصُ أملٍ في هذه المنطقة (العربية)، فإنّه يأتي من تونس التي تملك مجتمعا مدنّيا جاهزا لمحاربة “الأسلمة” إضافة إلى طبقة سياسية واعية (بهذه الرهانات).
كما نبّه السفير النمساوي أوروبا إلى ضرورة انتهاج سياسة ملائمة مع “التيارات الإسلامية” قائلاً “يجبُ تركيز خطّ دقيق من خلال الاعتراف بأن الإسلام دين يجب احترامه شرط احترام (معتنقيه) قواعد اللعبة. وفي ذات الوقت، على (أوروبا) أن تضع الحدود التي لا يجب تجاوزها. وفي هذه الحالة، فإن معظم المسلمين الأوروبيين سيقبلون بذلك “.