الشارع المغاربي – معز زيّود : توفّي، مساء أمس بجربة، لطفي الجريري مؤسّس جريدة “الجزيرة”، بعد أزمة صحيّة مفاجئة ألمّت به واشتدّت منذ أسابيع. وقد كان الفقيد رائدًا على صعيد الإعلام الجهوي في تونس على امتداد ما يُقارب أربعين عاما.

وحول الإعلامي الراحل، تحدّث رئيس جمعيّة “جربة الذاكرة” محمّد كربول لـ”الشارع المغاربي”، قائلا بتأثّر شديد “كان لطفي الجريري عاشقا حقيقيّا لجربة التي يعرفها شبرا شبرا، وقد أفنى عمره في خدمة الجزيرة من خلال جريدته التي تعكس واقع جزيرة جربة بكلّ تفاصيلها”.

واستطرد محدّثنا أنّ الفقيد جعل من صحيفته منبرًا رحبا لكلّ الأصوات التي تهيم بحبّ الجزيرة، كما مكّن الجمعيّات المختلفة في الجهة من فسحة للتعريف بأنشطتها وانشغالاتها وسعيها إلى الحفاظ على خصوصيّات الجزيرة…

يُعرف لطفي الجريري بأنّه صديق الجميع في جزيرة جربة، فهو لم يكن يخوض معارك الكتابة، باللغتين العربيّة والفرنسيّة، إلاّ للدفاع عن تراث الجزيرة واستدامة خصوصيّاتها، لكنّه في المقابل عانى الويلات من أجل  صمود “جزيرته” الورقيّة التي صنعها منذ عام 1980 بحبر عرقه وجهده لنحو أربعة عقود.

ذكرى لطفي الجريري أقوى من الموت العابر، إنّ طيفها يسري لا فقط في دماء ابنه المكلوم بنزيف رحيل والده، الزميل الصحفي حليم الجريري، بل في كلّ من لامس نضاله وصموده من أجل إعلام جهوي فاعل وخصوصا من أجل نهوض جزيرة جربة التي ضحّى فداءً لها بكلّ غالٍ ونفيس…

رحم الله فقيد الجزيرتين وألهم عائلته جميل الصبر والسلوان…