الشارع المغاربي: الحديث عن كرة القدم التونسية بات يختزل اساسا في النزاعات القانونية والخلافات والاتهامات وحتى بعض الانجازات التي تتحقق بين الفينة والاخرى على غرار ترشح المنتخب لنهائيات كأس العالم لا يخفي رائحة العفن المتصاعد في كل ملعب من ملاعب الجمهورية سواء تعلّق الأمر ببطولة الأَضواء أو تلك التي تلعب في العتمة. اليوم وبعد طيّ صفحة الخلاف الشهير بين الجامعة التونسية لكرة القدم والهيئة المديرة للهلال الرياضي الشابي وبعد عام ونصف من المرافعات والذهاب والاياب بين تونس وسويسرا للمثول أمام محكمة التحكيم الرياضي يعود الخلاف الى الواجهة مجددا بين الطرفين ولكن بعناوين مغايرة بما أن فريق الهلال يعتزم مقاضاة الجامعة لدى التاس بسبب مظلمة جديدة قادته للسقوط الى الرابطة الثانية حسب ما يعتقد «الشوابية».
وبعيدا عن وجاهة موقف الهلال من عدمه ودون البحث عن الاصابع المتورطة في إسقاط الهلال الى الرابطة الثانية وهو أمر مؤكّد ولا شكّ ولا اختلاف فيه فإنّ الغريب في الأمر هذه المرّة هو صمت سلطة الاشراف التي تتابع هذه التطورات دون أن تكلف نفسها مغبة التعليق عن الأمر أو حتى التوسّط للصلح بين الطرفين. نقول الغريب في الأمر لأننا تعودنا أن يكون وزير الرياضة كمال دقيش خطّ الدفاع الاوّل في معركة الشابة مع رئيس الجامعة وديع الجريء وهو الذي كان يوما ما ضمن هيئة دفاع الشابة وشاهدا خلال القضيّة الحدث بصفته وزيرا سابقا.
كمال دقيش الذي خسر منصبه في تحوير وزاري خلال حكومة هشام المشيشي بسبب وقوفه الى جانب الشابة التزم الصمت هذه المرّة ولم يحرّك أيّ ساكن ولم يحاول حتى التدخل لتطويق الخلاف الجديد بل الأكثر من ذلك لم يعد يقحم نفسه في مساك الجريء بعد أن توعّد في وقت سابق بإنهاء سطوته عندما صرخ بأعلى صوت «انتهت فسحة الجريء» … ويبدو ان الفسحة مازالت متواصلة ومستمرة الى يوم الدين وإذا كان هذا الأمر لا يعنينا ولا يخصّنا في شيء فلا ضرر في رحيل الجريء أو في بقائه على الأقلّ بالنسبة للمعفيين من عقوبات أو كرم رئيس الجامعة ولكن الضرر الحقيقي هو أن يصبح الوزير في هذا العهد «المجيد» مجرّد شاهد زور سواء كان الزور في شهادته الأولى أو في صمته الحالي بعد أن كان بالأمس القريب صوت الحقّ الذي يعلو ولا يعلى عليه…
نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 26 أفريل 2022