الشارع المغاربي – زياد الجزيري : سياسة "العصا" هي التي تنجح معنا..والجزائر والسينغال الأقرب للقب

زياد الجزيري : سياسة “العصا” هي التي تنجح معنا..والجزائر والسينغال الأقرب للقب

قسم الرياضة

27 يونيو، 2019

الشارع المغاربي – قسم الرياضة : لا يمكن الحديث عن نهائيات كأس أمم افريقيا التي تحتضنها مصر هذه الأيّام دون استحضار أحلى ذكريات التتويج القاري الوحيد لكرة القدم التونسية سنة 2004 والذي مازالت أهم عناوينه محفورة في الذاكرة الرياضية التونسية. ذكريات خطّت سطورها وحروفها الأبجدية أقدام تونسية ذهبية عانقت حينها عنان السماء الافريقية وتسيّدت الخارطة الكروية… من بين هذه الأسماء التي كانت استثناء جميلا في كرة القدم التونسية نجد زياد  الجزيري الذي كان أحد العلامات الفارقة في ذلك الانجاز التونسي الفريد… عن أحلى ذكريات الـ”كان” وحظوظ تونس في هذه النهائيات الافريقية وعن عديد النقاط الأخرى تحدّث زياد الجزيري لـ”الشارع المغاربي”.

– قبل الدخول في التفاصيل وفي الجزئيات ما هو تقييمك للمجموعة الحالية للمنتخب التونسي؟

أوّلا وفي قراءة عامة في الدورات الأخيرة وتحديدا من 2010 قدّمت لنا الـ”كان” في كلّ مرّة بطلا جديدا وهذا ما يقيم الدليل على تقارب المستويات ويعطي فرصا للجميع… والبطل يجب ان تتوفر فيه جملة من الشروط منها الانضباط التكتيكي والتضحية والرغبة وخاصة التحضير الذهني والبدني… على سبيل الذكر المنتخب الجزائري قام بتربّص في قطر قبل انطلاق النهايات وهو ما يؤكّد حرص هذا المنتخب على الذهاب بعيدا في هذه الدورة لأنّ الرطوبة في قطر ودرجات الحرارة ستجهز اللاعبين للمناخ في مصر عكس ما قمنا به نحن قبل انطلاق مونديال روسيا حيث اخترنا وجهة غير مناسبة للتحضيرات. بالنسبة للمنتخب التونسي له كافة الآليات ونقاط القوّة لتحقيق مشاركة طيّبة والمجموعة الحالية تبدو محترمة جدا ومتجانسة للغاية.

– رغم تصنيفنا المحترم في السنتين الأخيرتين كل التخمينات تضع المنتخب التونسي خارج دائرة المراهنة على اللقب؟

هذه نقطة ايجابية تلعب لصالحنا… ثمّ بالنظر الى نتائجنا في الدورات الأخيرة من الطبيعي أن نكون خارج دائرة المنافسة على اللقب لأننا لم نقدر على تجاوز عقبة الدور ربع النهائي. اعتبر أن هذه الترشيحات تلعب في صفنا لأننا قد نفاجئ كل المنتخبات و”ناكلوها مسارقة”… هذه الدورة تتطلب تحضيرا وصلابة ذهنية كبيرة.

– وجود الان جيراس على رأس المنتخب؟

أنا أؤمن بالمجموعة قبل كل شيء… جيراس كان لاعبا كبيرا وفي مستوى عال ودرّب فرقا ومنتخبات محترمة لذلك أعتقد أنه قادر على التعامل بشكل طيب مع المجموعة وخاصة مع كوادر المنتخب… لكن تبقى روح المجموعة هي نقطة قوّة المنتخب والأجواء العامة المحيطة بالمنتخب هي التي تصنع عادة الفارق.

– هل يقدر هذا الجيل من اللاعبين على إعادة ملحمة 2004 وكسر الانجاز الذي يحتكره زملاء الجزيري؟

هذا الجيل أمام فرصة حقيقية لدخول التاريخ… على صعيد المنتخبات تحتفظ ذاكرة الجماهير بملحمتي منتخبي 1978 و2004 ولم لا يدخل هذا المنتخب التاريخ  ويصبح لنا منتخب 2019.؟

– تعتقد أن المنتخب في نسخته الحالية قادر على رفع اللقب؟

لا يوجد مستحيل في عالم كرة القدم… إذا كان منتخبنا جاهزا ذهنيا وبدنيا فإنه قادر على تحقيق الفوز باللقب لأننا نملك جيلا مميزا من اللاعبين خاصة على المستوى الفنّي… فقط علينا الثقة في إمكاناتنا ودخول المسابقة بعزيمة وإصرار دون الرضوخ والاستسلام للحسابات والأرقام… علينا أن نلعب بنفس الروح من الدقيقة الأولى الى الدقيقة الأخيرة وعلينا التركيز حتى نهاية الدورة.

– كنت حاضرا في ملحمة 2004 والأكيد أنك تعرف جيدا عوامل الفوز… حسب رأيك من هو اللاعب الذي كان زياد الجزيري يتمنى تواجده مع المنتخب ويثق تماما في قدرته على تقديم المساعدة ؟

مخاوفي كانت دائما متجهة الى الخط الخلفي للمنتخب وخاصة محور الدفاع, أشعر دائما أن محور الدفاع لا يطمئن بدليل التغييرات الكبيرة التي حصلت على هذا الخطّ… في السابق كان لنا ثنائي متميّز جدا في المحور وأعني خالد بدرة وراضي الجعايدي. كم وودت لو كان خالد بدرة مع المجموعة الحالية… من الصعب جدا ايجاد لاعب بمثل مواصفاته لقد كان مدافعا واثقا وصلبا ويعطي الكثير من الأمان لزملائه وله عزيمة فولاذية وروح و”قرينتة” وحضور قويّ على الميدان.

– ألا ينقصنا زياد جزيري آخر؟

سأكون مغرورا جدا إذا وافقتك الرأي… ولكن أعتقد أن تواجد سيلفا دوس سانطوس كان سيعطي إضافة كبيرة لهجوم المنتخب… إذن لنقل بدرة وسانطوس هما الثنائي الذي ينقص المجموعة الحالية… الخنيسي وشواط لهما خصال ممتازة لكنهما لاعبان يكملان بعضهما البعض ونحن في حاجة الى لاعب واحد بنفس مواصفاتهما مجتمعة.

– هل أنت مع الاعتماد على تشكيلة أساسية ثابتة لكل المباريات أم تتفّق مع بعض الأًصوات التي تنادي بتدوير الأسماء مع تتالي المباريات؟

أنا مع تشكيلة ثابتة ومع منتخب بملامح واضحة ومكشوفة للجميع حتى نصل الى قمّة التجانس والتفاهم بمرور المباريات دون التعويل على الفرديات فقط. قوّة المجموعة قد تمنح الثقة الكاملة ليوسف المساكني مثلا ليقدم أفضل ما لديه ولا أن نعوّل على المساكني فقط دون أن تكون بقيّة الأسماء في الموعد… وعلى ذكر يوسف أتمنى أن نسمع صوته أكثر… أريد رؤيته في ثوب القائد الحقيقي الذي يوجه اللاعبين على الميدان ويكون هو ضابط الايقاع على الميدان. القائد  ليس مطالبا أن يلعب دائما بشكل جيّد حتى يتحقق الانتصار. المساكني قيمة ثابتة في المنتخب وليس مطالبا بتأكيد ذلك في أسلوب لعبه ولكنه مطالب بلعب دور القائد كذلك. عليه أن يكون القاطرة التي تجرّ المجموعة الى الأمام وعليه كذلك حماية زملائه.

– لنعد قليلا الى الخلف… ما هو تعليقك على إبعاد علي معلول؟

الغائب دائما ما يكون على حقّ… لنتابع الـ”كان” ثمّ لنحكم على وجاهة هذا القرار من عدمها… معلول لاعب ممتاز وكان أفضل ظهير أيسر في افريقيا ولكن تلك هي أحكام الاختيارات… لنكن إيجابيين هذه المرّة ونتجنّب الحديث عن الغائبين وليقتصر كلامنا على الحاضرين. في بعض الأوقات النقد لم ينفعنا لتحقيق النتائج المنتظرة لذلك علينا اليوم ان نكون ايجابيين أكثر عسى أن تأتي الفرحة التي ننتظرها جميعا و”نشيخو الناس لكل”.

– بعيدا عن المنتخب التونسي من هو المنتخب الافريقي الذي تراه الأقرب للوصول الى منصّة التتويج؟

أنا أرشّح منتخبي الجزائر والسينغال للذهاب بعيدا في هذه الدورة…مصر قد تستفيد من عوامل الأرض والجمهور والتحكيم ولكن الجزائر والسينغال هما المنتخبان الأقوى والمسلحان من كل النواحي لحسم اللقب لصالحهما. المنتخب المغربي يبقى دائما منتخب المتعة والفنيّات ولكنه يفشل في الوصول الى النهائيات لأنه يفتقد للنجاعة. للفوز باللقب عليك أن تكون أكثر صلابة وانضباطا وهذا ما كان سلاحنا في 2004 لأننا لم نكن المنتخب الأفضل فنيا ولكننا كنا الأقوى بروح العزيمة والاصرار والانضباط… كنا أقوياء ومقاتلين على الميدان لذلك حسمنا اللقب لصالحنا وفي الكؤوس الافريقية لا توجد مفاجآت لأنه على البطل الفوز بأكثر من 6 مباريات والحظ والمفاجأة لا يتكرران في كل المباريات. ولكل هذه الاعتبارات يجب ان يكون كل اللاعبين في الموعد وجاهزين متى احتاجهم المدرّب… كلّ اللاعبين وأعني الـ 23 لاعبا وليس التشكيلة الاساسية فقط… هنا أستحضر ما حدث مع رياض البوعزيزي الذي بدأ دورة 2004 كلاعب احتياطي وقد منحه لومار الفرصة في المباراة الثالثة أمام غينيا لإراحة اللاعبين الاساسيين ويومها قدّم البوعزيزي مباراة ممتازة وافتك اعجاب لومار الذي رسّمه في التشكيلة الأساسية وأًصبح من وقتها من أعمدة المنتخب في تلك الدورة.

– ما دمنا استحضرنا اسم المدرّب الكبير روجي لومار لا يمكن المرور دون الحديث عن انجازات هذا الرجل في كرة القدم التونسية من 2004 الى يومنا هذا؟

أنا كنت وراء عودته الى تونس…

– لهذا سألتك عنه رغم العلاقة المتوترة التي كانت تجمعكما في السابق؟

في الكرة العلاقات ليست شرطا اساسيا لنجاح تجربة ما… المعادلة الاساسية هي أن تكون هناك ثقة متبادلة بين الطرفين… أنا أٌقدّم كل ما باستطاعتي على الميدان وأنت تمنحني الثقة كاملة وتحميني… لومار علّمني كل شيء وهو من عملني أدبيات التسيير الرياضي.

– الجميع في سوسة يتساءل عن مصير لومار مع النجم في ظل التأكيدات المتزايدة عن رغبة الفرنسي في المغادرة فهل تخشى على مصير النجم بعد رحيله؟

بالفعل أنا خائف على النجم لأنني أخشى أن يعود النجم الى حالة الفوضى التي كان عليها في السابق… انتدابات عشوائية وقرارات عشوائية والجو العام كان سيئا… لومار غيّر كل شيء وقضى على كل التجاوزات…

– لماذا نجح لومار في ما عجز عنه البقيّة… لماذا لومار بالذات؟

لأننا في تونس نحبّ “العصا”… نحن لا نتحرّك الاّ وفق التعليمات ونتلذذ دوما بمن يقف وراءنا لتوجيهنا وتصحيح مسارنا عنوة… لومار مدرّب تتويجات وله شخصية قوية وخبرة كبيرة لذلك يهابه الجميع وينصتون لكلامه وينضبطون في حضرته وهذا سرّ نجاحه…

– وهل تعتبر موسم النجم ناجحا؟

بطبيعة الحال… لو جاء لومار من البداية لحققنا نجاحات أكثر…والنجم قادر على تحقيق الأفضل شريطة عدم ارتكاب الأخطاء التي حصلت قبل قدوم لومار… يجب ان يتحمل الجميع مسؤولياته وهنا على عماد المهذبي المدير الرياضي أن يكون صاحب القرار في الاختيار وليس مجرّد ديكور…

– وكأنّك تشير الى مهدي العجيمي؟

لا أريد التحدّث عنه…أنا أتحدث عن كرة القدم وبطريقة عامة وبالنسبة لي التسيير الرياضي من مشمولات الفنيين والرياضيين والتسيير الاداري من مشمولات الاداريين فقط لا غير وهذا ما قام به روجي لومار.

– وماذا عن عودة الجزيري الى النجم؟

لا… لقد اتخذت قراري وانتهى الموضوع… عودتي غير مطروحة…

– حتى ننهي… الترجي هو بطل افريقيا والنجم هو بطل العرب ولكن الجميع يقّر بوجود فوارق كبيرة بين الترجي وبقية الأندية التونسية, هل تتفّق مع هذا القول؟

لا… في كرة القدم الأمور تسير بسرعة جدا… بالأمس غادرنا في ريال مدريد كلود ماكيليلي فقط وجاء بدله فيغو ورونالدو وزيدان وبيكام ولم نتحصل على أيّ لقب… يعني لاعب واحد قد يغيّر كلّ شيء وأيّة جمعية معرّصة لفقدان توازنها بين ليلة وضحاها وهذا هو قانون اللعبة.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING