الخلاف بين شرف الدين ودار جنيح لم يؤثّر رياضيا على الفريق   –  النجم قاوم الاستعمار.. وابن لمين باي أشهر سلاحه في الملعب
الشارع المغاربي- قسم الرياضة: احتفلت أمس العائلة الرياضية الموسّعة للنجم الرياضي الساحلي بمرور 95 سنة على تأسيس هذا الصرح الكروي الكبير الذي يعتبر قلعة من قلاع الرياضة التونسية وعنوانا ذهبيا في دفاتر البلاد والعباد.
عن رمزية هذا التاريخ وعن مسيرة النجم بين الواقع والأماني وعن عديد المحاور الأساسية الأخرى التي تتعلّق بالنادي تحدّث فيصل خليفة نائب رئيس النجم الرياضي الساحلي في حورا لـ”الشارع المغاربي”.
– يحتفل النجم الرياضي الساحلي جمعية وجمهورا بمرور 95 سنة على تأسيس النادي. فما الذي يعني لك هذا الرقم وهذا التاريخ؟
بالفعل هو تاريخ استثنائي لكل العائلة الساحلية الكبيرة… النجم بدأ مسيرته بمقاومة الاستعمار وللنجم فترات خالدة طيلة مسيرته الرياضية الحافلة… 19 رئيسا مرّوا على الجمعية من الشاذلي بوجملة سنة 1925 الى رضا شرف الدين الرياضي الذي كان ينتمي الى جمعية عريقة هي الوطني السوسي الذي كان شرف الدين حارسها. فترة الاحتفالات تتزامن كذلك مع أربعينية أب ورمز الفريق حامد القروي الرئيس الذي قضى 19 سنة على رأس النجم. رجالات كبيرة مروا بالنجم على غرار معز ادريس وعثمان جنيح وكل اسم ترك بصمته… النجم الساحلي أوّل فريق تونسي يتحصل على الثنائية المحلية دون هزيمة وأولّ فريق تونسي يشارك في مسابقة افريقية وهو أوّل فريق يحقق العالمية وهو الفريق الوحيد تقريبا المتحصل على كؤوس افريقية في كل الاختصاصات الجماعية.
النجم فريق وهويّة وملحمة وطنية قبل كل شيء وشعار الفريق يدلّ على ذلك وشعار “بالروح بالدم نفديك يا ليتوال” انطلق من الملعب في مباراة شهيرة أمام نادي حمّام الأنف يومها أشهر ابن لمين باي الذي كان رئيس نادي حمام الأنف سلاحه الشخصي في وجه الجمهور داخل الملعب عندما كان النجم متقدما في النتيجة ويومها هتف الجمهور بالروح بالدم نفديك يا ليتوال ثمّ أصبح البعض يرددها في ما بعد على بورقيبة وعلى بقية الجمعيات.
– هذا تاريخ النجم الذي لا يختلف فيه اثنان لكن ماذا عن حاضره اليوم؟
اذا حاولنا تقييم حاضر النجم الساحلي انطلاقا من الموسم الحالي فالعنوان واضح وجليّ… نحن لسنا راضين عن النتائج التي تحققت وهذا يعود لأسباب عديدة منها غلق الملعب الخاص بالنادي بسبب الأشغال كما ان تغيير المدرّبين المتواصل أثر كثيرا على مردود الفريق (فوزي البنزرتي – رفيق المحمدي – غاريدو – قيس الزواغي)
– على ذكر المدرّبين ألا تعتقد أنّ النجم الساحلي سجن نفسه في مربّع روجي لومار؟
لومار صفحة وطويت الى الأبد.. آخر اتصال بيننا كان العام الماضي وقد اتفقنا على تجديد التجربة مجددا ولكن الرجل اعتذر بعدها بسبب التزامات عائلية وصحيّة والحمد لله أنه لم يأت والاّ لحصارته كورونا. اليوم أؤكّد للجميع أننا قطعنا نهائيا مع لومار ولن يكون هذا الاسم مطروحا مستقبلا تحت ايّة ظروف والأسباب في ذلك مفهومة. نحن الآن نبني لمستقبل أفضل والحقيقة تقال أنه منذ 18 أفريل تاريخ فوزنا بالبطولة العربية مسيرة الفريق تكاد تكون متوقفة والنتائج ليست في مستوى الانتظارات رغم أننا كنا قادرين على حجز مكان في نصف نهائي البطولة الافريقية. حصلت العديد من الهفوات التي دفعنا ثمنها باهظا وكلفتنا الانسحاب من البطولة الافريقية وقبلها من البطولة العربية… في الحقيقة عديد العوامل ساهمت في تراجع مسيرة الفريق منها حالة الانقسام الجماهيري وكذلك استقالة الرئيس…
– على ذكر الاستقالة لماذا كنت الاستثناء الوحيد داخل الهيئة المديرة للنجم بما أنك لم تقدّم استقالتك؟
لم ولن أستقيل… دخلت النجم لخدمة النادي وتحقيق مطالب الاحباء لذلك لن أخذلهم ولن أرمي المنديل… النجم الساحلي فضله كبير على الجميع من محبين ومسؤولين وبالنسبة لي أنا لا أستقيل مهما كانت الأسباب وحتى عندما كنت نائبا في البرلمان كنت الاسم الوحيد الذي لم يستقل من نداء تونس رغم كل الذي حدث لأني أعتبر الاستقالة خيانة أو مثل الجندي الذي يلقي بسلاحه ويهرب من أرض المعركة. الحمد لله نواصل الرحلة الآن في النجم مع “سي رضا” الذي تراجع بدوره عن الاستقالة رغم صعوبة المهمة. اليوم بعد قرار تأجيل البطولة نعدّ العدة لتحضير الفريق كأحسن ما يكون لقادم المواعيد ولنا رؤية وتصور خاص بشأن ملامح الفريق في الفترة القادمة والهدف الأوّل هو أن يكون النجم جاهزا ماديا ورياضيا للعنوان الأبرز في الفترة القادمة وهو مائوية الجمعية والى حلول موعد ذلك التاريخ سنحاول وضع اليد في اليد جميعا جماهير ومسؤولين ورجالات الساحل لدفع قاطرة الفريق.
– رجالات الساحل يعتبرهم البعض حجر عثرة في مسيرة الجمعية وانهم من بين الأسباب التي دفعت رضا شرف الدين للاستقالة في وقت سابق حسب ما يردّد البعض؟
مصلحة النجم الساحلي تقتضي أن نتجاوز هذه الأمور والجزئيات العابرة ورضا شرف الدين عندما لوّح بالاستقالة منح فرصة لكل الراغبين في الوصول الى رئاسة النادي و لم يترشّح لرئاسة النادي في محاولة منه لفسح المجال لوجوه جديدة ولكن لم يتقدم أيّ اسم لأخذ مشعل وثقل المسؤولية ماديا وإداريا جعل الجميع يعزف عن تحملها ودفعت شرف الدين للعودة من جديد لخدمة الفريق تلبية لنداء الواجب. اليوم لا نتحرّج من القول إن النجم الساحلي “كبر برشة” ورئاسته ليست في متناول أيّ كان ومن حسن الحظّ ان الرئيس الحالي يملك “طول نفس” لمواصلة الرحلة.
– طول النفس يعتبره البعض عنادا وهذا ما أضرّ في وقت من الأوقات بالفريق على غرار الانقسامات الحاصلة حوله؟
عناد؟؟؟ البعض يفسّر الأمر على تلك الشاكلة ولكنها وجهة نظر خاطئة… في النجم الساحلي وخلال رئاسة شرف الدين تداول على التسيير العديد من المسؤولين والرجل منح الفرصة لكل الأسماء التي تأنس في نفسها الكفاءة وهذا ما يؤكّد أن “الرئيس” لا يسيّر الفريق بمنطق الولاء أو الصداقات… شرف الدين منفتح على الجميع هو ليس عنيدا ولكنه يعرف التفاصيل الدقيقة داخل النادي والتي يجهلها الجمهور. والاختلاف لا يفسد للودّ قضيّة وكل بشر يخطئ ويصيب.
– أنت معروف بصراحتك وبإجاباتك المباشرة وهذا ما نبحث عنه في هذا السؤال… هناك من يقول إن النجم دفع فاتورة الخلاف والحرب الباردة بين شرف الدين و”دار جنيح”؟
لا أرى خلافا بالمعني الحقيقي للكلمة ثمّ الخلاف لم يؤثّر رياضيا على الفريق وهو الخلاف بين شرف الدين وحسين جنيح ليس السبب المباشر في انسحاب النجم من ربع نهائي الأبطال الافريقية… قد يكون سببا مباشرا في انقسام الجماهير نوعا ما بما أن هناك “جماعة” تحنّ لجنيح وفئة أخرى توالي وتتعاطف مع الرئيس… بالنسبة لي الخلاف لم يؤّثر رياضيا على مسيرة النجم والفريق تحصّل على البطولة العربية في “قلب الخلاف” وكان رجالات النجم على غرار معز ادريس وعثمان جنيح حاضرين في مدارج الملعب يهتفون فرحة بالتتويج. قد يسبّب الخلاف بعض التشويش حول الفريق ولكن على المستوى الرياضي الفريق لا يتأُّثر إلاّ بلاعبيه وبمدربّه وبالمنح والامتيازات فقط.
– فيصل خليفة واحد من الأسماء التي تحمل قبّعة سياسية الى جانب قبّعته الرياضية وهذا ما يدفعنا للسؤال عن حقيقة تسييس النجم الذي يعتبره البعض اليوم طرفا في معارك سياسية وحزبية؟
أعتقد أن هذا الاشكال يطرح في تونس فقط… هل يمكن أن نمنع أيّ شخص من ممارسة السياسة ؟ وهل يعني الانتماء الى حزب ما تسييسا ممنهجا للرياضة؟ هل يعني العمل السياسي الزامية الخلط بين الرياضة والسياسة؟
– ليس هذا هو المقصود ولكن الجميع يعرف أنّ النجم الساحل يملك قاعدة جماهيرية كبيرة ويبقى بسبب ذلك شئنا أم أبينا مطمعا لكل الأحزاب والسياسيين خاصة خلال المواعيد الانتخابية؟
أنا دخلت الرياضة بعد سنوات من العمل السياسي… كنت مرافقا بسيطا في كرة اليد وفي 2018 انضممت الى الهيئة المديرة… في العالم بأسره أهمّ الوجوه السياسية هي شخصيات رياضية بارزة ورجل السياسة بحكم المراحل التي يمرّ بها يملك بعض الأدوات لإنجاح مسيرته الرياضية وتواجدنا الى جانب رضا شرف الدين له ما يبرّره وقد يكون تقارب الافكار والرؤى وراء ذلك.
– هل ستكون الى جانب رضا شرف الدين في حزبه الجديد؟
“علاش لا ؟”… إذا توحّدت أفكارنا وتوجّهاتنا سأكون الى جانبه…
– لنعد الى النجم… كنتم من بين الفرق التي عارضت استئناف نشاط البطولة في جوان؟
عارضنا وبشدّة… فكرة تجميع اللاعبين في 3 أو 4 نزل بمعدل 100 شخص تقريبا في كل نزل هي بمثابة كارثة… اليوم الجزائر تتجه الى الغاء البطولة والمغرب مازالت تترقّب وفرنسا سبقتنا الى الالغاء… نحن في تونس لسنا ألمانيا لنسرّع في إجراءات العودة… الحمد لله نحن اليوم في وضعية صحيّة ممتازة جدّا ونخشى أن تكون الرياضة سببا في تفشّي الفيروس من جديد. ليست لنا الامكانات لتجميع الفرق في نزل واحد طيلة 5 أسابيع… هذه فكرة مستحيلة وغير قابلة للتطبيق… ألمانيا مثلا قادرة على توفير حجرات ملابس منفصلة وكل حجرة في رواق منفصل وهذا أمر غير متوفّر ولن يتوفّر في تونس.