الشارع المغاربي : قال كاهية مدير المعهد الوطني للرصد الجوي هشام السكوحي اليوم الجمعة 12 أكتوبر 2018 إنه لا يمكن أن يطلق إسم “إعصار” على ظاهرة جلبت انتباه العديد من المتابعين وخالها البعض فئة من الأعاصير القمعية “les tornades” وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لها التقطت بمنطقة خليج قابس وجزيرة جربة بالخصوص.
وأشار السكوحي في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بـ”فايسبوك”، الى ان الظاهرة التي تمّ رصدها تسمى “عمود الماء أو العَمود المائي “Trombe “marine وأنها عبارة عن عمود من الهواء المختلط مع المياه على شكل كتلة سحابية تتشكّل فوق البحر مبرزا أنها عادة ما ترافق السحب الرعدية وتسحب معها مياه البحر المختلطة ببخار الماء إلى أعلى.
وأكّد ان الظاهرة لا تمثل خطرا وأنها “غالبا ما تحدث ويشاهدها سكّان المناطق الساحلية في مثل هذه الفترة وخاصة عندما تتوفر الظروف المناسبة لمّا تكون حرارة سطح البحر دافئة ونتيجة فوارق في الحرارة والضغط بين سطح الماء وقاعدة السحاب”. وأضاف أنه في هذه الحالة يتشكّل وبحركة دائرية عمود من الهواء مختلط مع المياه بالتناوب على شكل كتلة سحابية عمودية “دُوّامة” فوق سطح البحر أو حتى اليابسة (تظهر عادة على شكل قمع يصل إلى قاعدة السحاب).
وأوضح السكوحي أن أشكال عمود الماء عديدة وأنها تختلف باختلاف الأحجام والمجموعات والسرعات واختلاف الفترات الزمنية، وأنّ منها ما يصل إلى ما أسماه بالسحب الركامية أو السحب المكفهرة أو سحب العواصف الرعدية، ومنها ما يتشكل في مجموعات من إثنتين أو أكثر ويدوم ظهورها للعيان مدة زمنية تصل إلى حدود 20 دقيقة ويبلغ قطرها حوالي عشرين مترا وعادة ما تتحرّك في سرعة تتراوح بين 15 و25 كلم/س.
وأشار إلى أنّ سرعة الرياح في أعمدة المياه قد تتجاوز في حالات نادرة السرعة المذكورة وتتحول إلى مصدر خطر و”تنتج عنها رياح شديدة قد تصيب السفن بالضرر ولكن أغلبها غير ضارة مثلما حصل في عدة مناطق من البلاد على غرار جرجيس في شهر أوت المنقضي أو يوم 22 أكتوبر من سنة 2015 بماتلين من ولاية بنزرت”.