الشارع المغاربي: اعتبر أحمد عياض الودرني اخر مدير لديوان بن علي ان الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي أخطأ عندما أوكل أمورا سياسية إلى مسؤولين أمنيين.
وأرجع الودرني ذلك إلى طبيعة بن علي الامنية باعتباره مر بالوزارة مؤكدا انه “حافظ على علاقته الوثيقة بالوزارة “.
وقال في حوار لبرنامج “الذاكرة السياسية” على قناة العربية:” في حديثه خلال السنوات الاخيرة كان الرئيس الراحل زين العابدين بن علي يقول انه حان الوقت لانهاء هذه الحلقة المفرغة من الدوامة ولم يتم ذلك باعتبار ان هناك اتصالات قد تمت في لندن وفي فرنسا وفي غيرها من البلدان مع قادة هذه الدول وكان يعهد بهذه الاتصلات لمسؤولين امنيين مختصين في هذا الشأن وربما ان كان هناك مأخذ في هذا الموضوع فهو ان الرئيس الراحل لم يعهد بهذا الموضوع لسياسيين من أعضاء الديوان السياسي او من له ثقة فيهم ..الخطأ ان بن علي اوكل كل هذه الامور السياسية الى امنيين وهذا خطأ كبير”.
واضاف “لا يمكن القول ان الامنيين قاموا باحباط هذه الاتصالات ام لا ولكن القناة السياسية ليست من اختصاص الامنيين …للامنيين نجاعة اكبر في جمع المعلومات وتقديمها ولكنهم ليسوا الانجع في العملية السياسية ..اعتقد انه وكّل امنيين بهذا الموضوع باعتبار طبيعته الامنية وباعتبار انه بقي على علاقة وثيقة بما يجري في وزارة الداخلية بما انه جاء منها قبل ان يذهب الى الوزارة الاولى ومن ثمة الى رئاسة الجمهورية”.
وتابع الودرني “بن علي ظل محافظا على العلاقة التي تجمعه بالداخلية عندما كان منتسبا اليها …طبعا هناك ايضا مؤسسات اخرى كالمؤسسة العسكرية ونحن نعرف ان رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة وهو المشرف على وزارة الدفاع اضافة الى وجود هيكل امني تحت مسمى الامن الرئاسي مستقل بقانونه الاساسي وحتى في اموره الادارية وحتى عن ديوان الرئيس ..مؤسسة مستقلة لها مديرها العام وقوانينها وضوابطها …كل هذا تغير بعد سنة 2010 ولم تعد الامور منظمة مثلما كانت ولكن كان هناك قدر ادنى من التنظيم الذي يحافظ على استمرارية واستقرار البلاد ..كانت هناك مؤسسات وأُطر قانونية”.
من جهة ثانية وبخصوص تدخل عائلة بن علي في السياسة نقل موقع القناة عن الودرني قوله “لم يكن الرئيس الراحل يسمح لعائلته بالتدخل في الشأن السياسي…البعض منها كان يتدخل مع رجال أعمال في الشؤون الاقتصادية” مذكرا بوجود دعاوى قضائية قال انها لا تزال قائمة في هذا المجال أمام المحاكم التونسية.
وعن ثورة 14 جانفي اعتبر أن ما حصل في تونس كان جزءا مما حصل في المنطقة مستدلا على ذلك بأن من قال انهم تدربوا على مواقع التواصل لـ”شيطنة النظام والقناصة” خضعوا لدورات خارج البلاد.
يذكر ان الودرني حاول خوض تجربة سياسية بعد الثورة باءت بالفشل من خلال الترشح للانتخابات الرئاسية ثم تأسيس حزب سياسي لا حضور له في المشهد.
والودرني كعدد من مسؤولي النظام السابق والتجمعيين لا يعترفون بثورة 14 جانفي ويعتبرونها مؤامرة لتغيير انظمة عربية او ما يسمونه بـ”ربيع الخراب” نسبة الى الربيع العربي .