الشارع المغاربي: أكد رئيس الحكومة هشام المشيشي خلال كلمة القاها مساء اليوم الثلاثاء 19 جانفي 2021 تفهمه لخلفيات احتجاجات الشباب التي تشهدها عدة مناطق من البلاد ومطالبه الاجتماعية والاقتصادية داعيا المحتجين الى ألا يسمحوا بتسلل من سماهم بمجموعات من المخربين والفوضويين وتحويل الاحتجاجات من سلمية مدنية الى عمليات تكسير وتهشيم ونهب مشددا على ان الاحتجاج شرعي وعلى ان الفوضى مرفوضة وعلى ان الحكومة ستواجهها بقوة القانون وبوحدة الدولة.

وقال المشيشي:”اتوجه اليكم بهذه الكلمة على خلفية ما تشهد العديد من المناطق من احتجاجات اتفهم خلفياتها ومطالبها الاجتماعية والاقتصادية ولكنني افصل جيدا بينها وبين ما رافقها من عمليات عنف وسرقة تصدت لها القوات الامنية بكل حرفية ..حق الاحتجاج والتعبير مكفول بالدستور ودوري هو حمايته والحفاظ على سلميته وهو مكسب اتت به ثورة الحرية والكرامة وعقود من النضال وتضحيات الشباب الثائر خلال سنة 2011 …من وسائل حماية هدا الحق تحصينه مما يتزامن معه من خرق لحظر الجولان وشغب ونهب وتكسير واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة”.

واضاف “لا أعتقد شخصيا ان هناك من بين المحتجين السلميين من يبرر هذه الممارسات أو يُزكيها …ممارسات منحرفين يدفعون للفوضى ويراهنون على انهاك المجهودات الامنية لتسهيل عمليات السرقة والنهب”.

وتابع”انا على وعي بأن هناك غضبا واحتقانا كبيران في العديد من الجهات باعتبار ان الوضعية الاجتماعية والاقتصادية متأزمة وعمّقتها ازمة كورونا باستتباعاتها الاقتصادية وما صاحبها من اجراءات ضرورية املاها حرصنا على صحة التونسيين وكان فيها مس ضروري من الحريات الشخصية كحرية التنقل …أتفهم المطالب الاجتماعية والاقتصادية وأعتبر ان دوري الاساسي كرئيس للحكومة الاصغاء اليها وتحويلها الى دافع نحو الفعل والانجاز ..الهاجس التنموي خط ناظم لهذه الحكومة وكل ما قمنا به في الفترة القصيرة الماضية وما سنقوم به خلال الفترة القادمة هو سعي دائم نحو التنمية الشاملة والعادلة”.

وواصل المشيشي:”نحن إذ نتفهم الغضب والاحباط اللذين يشعر بهما الشباب المحتج في مختلف الجهات واذ نحن نتعامل بحرفية وعقيدة جمهورية مع الاحتجاجات السلمية فإننا نتعامل بنفس الحرفية والعقيدة الجمهورية في تطبيق القانون على مرتكبي عمليات السلب والنهب والاعتداء على الاملاك الخاصة والعامة ..حق الاحتجاج لا ينبغي ان يتحول الى حق للسرقة والخلع والنهب وتهشيم الممتلكات الخاصة والعامة ..شباب تونس إني أعي جيدا ان الدولة ممثلة في الحكومات المتعاقبة تعاملت معكم مند عقود بعقلية سلطوية ..تفرض ما تعتقد انها حلول وتقدمها على انها مكتسبات يجب تثمينها وتسويقها وهو ما أدى الى انسداد شبه كلي لقنوات الحوار وغياب لفهم حقيقة تتطلعاتكم وانتظاراتكم ولفهم لمفهوم دولة يمكنهم فيها الابداع والابتكار دون عوائق بيروقراطية او ايديولوجية لا معنى لها سوى تنفيركم اكثر فأكثر من الوطن والذي تمثلون ثروته الحقيقية والذي لا مستقبل له دونكم”.

واضاف “الفريق الحكومي الموجود وانا أولهم لنا ما يكفي من الواقعية للاقرار بضرورة العمل معكم كقوة لاقتراح حلول لها من الذكاء والقدرة على استنباط طرق ووسائل عمل مبتكرة وذلك لفهمكم الجيد واقع العالم ومتطلبات النجاح فيه… لذلك نحن نعمل على الا تكون الدولة بادارتها وقوانينها قوة جذب الى الوراء ولكن مرافقة لكم في تحقيق طموحاتكم وأحلامكم في وطن يطيب فيه العيش ..انتم مستقبل هذا الوطن واحترامنا لحرياتكم وتنوعكم من احترامنا لهذا الوطن وواجبنا تجاه استحقاقاتكم من تشغيل وتوفير فضاءات الابداع والابتكار وضمان افضل الظروف للتعلم والتكوين ودفعكم الى اعلى مستويات الدولة من أولوياتنا بعيدا عن الشعارات والمزايدات التي مللتم منها ومللناها مثلكم “.

وختم المشيشي قائلا”سنعمل في الايام القليلة القادمة على وضع اطار مبتكر يمكنكم من ايصال صوتكم واقتراحاتكم وتصوراتكم ويمكننا نحن من القيام بدورنا وتدذليل الصعاب امام مشاريعكم واحلامكم ..صوتكم مسموع وغضبكم مشروع ودوري ودور الحكومة ان نعمل على جعل مطالبكم واقعا وعلى ان يصبح الحلم في تونس ممكنا ..لا تسمحوا ان تتسلل الى احتجاجاتكم مجموعات من المخربين والفوضويين لتحويلها من احتجاجات سلمية مدنية الى عمليات تكسير وتهشيم وخلع ونهب ..أخيرا أهيب بالجميع من احزاب ومنظمات ومجتمع وطني واعلام الا ينساقوا وراء حملات التحريض والتجييش وعدم اللجوء الى العنف وبث الاشاعات وارباك مؤسسات الدولة ..الازمة حقيقية والغضب مشروع والاحتجاج شرعي ولكن الفوضى مرفوضة وسنواجهها بقوة القانون وبوحدة الدولة”.