الشارع المغاربي – د.فوزية ضيف الله: أعلن المخرج الفاضل الجزيري اليوم الاربعاء 26 أكتوبر 2002 انه سيفتتح يوم 10 نوفمبر مشروعه الجديد “مركز الفنون جربة” وأن ذلك سيتزامن مع القمة الفرنكوفونية ومع تدشين رواق الفنون بمعرض للفنان التشكيلي ابن جربة الطاهر مقدميني.
وأشار الجزيري خلال ندوة صحفية التأمت بمدينة الثقافة الى أن كلفة المشروع ستبلغ عند اكتماله 30 مليون دينار والى أنه مموّل من عائلة “محمد الخامس الجزيري” مبرزا انه “حلم راوده منذ سنوات” وانه “يهدف من خلاله الى تحقيق جملة من الأهداف الثقافية والحضارية والعلمية”.
وأكد أنه لم يحظ بتمويل عمومي أو بنكي مبينا أن للمركز أعمالا مسرحية وسينمائية جاهزة للعرض وأنه سيتم إعداد مسلسل تلفزي حول الدغباجي واعادة عرض مسرحيته “كاليغلا” اضافة الى برمجة مشاريع تكوينية لفائدة الشباب وللراغبين في التكوين الى جانب اقامات للفنانين من تونس ومن خارجها لا تتجاوز شهرا ونصف.
ولفت الى أن تزامن افتتاح المركز مع القمة الفرنكوفونية كان مقصودا حتى يتسنى للزوار التعرف على الامكانات الثقافية الواعدة معتبرا المشروع انفتاحا على الجنوب وعلى البلدان المجاورة وعلى العالم.
وتحدث الجزيري عن صعوبات انجاز مشروعه مقدّما صورة أولية حول برامجه للسنة الحالية وللسنوات المقبلة.
وعن أسباب تأخر افتتاح المشروع أفاد الجزيري بأن مبنى المركز يقع وسط محمية طبيعة وبأن ذلك عقّد سبُل الحصول على ترخيص من الجهات المختصة لافتا الى أن الاشغال لم تنطلق إلا سنة 2019 والى أن الفضاء صُمم خصّيصا للأنشطة المسرحية والموسيقية والسينمائية والمعارض التشكيلية.
يشار الى أن مواطنا قدم خصيصا من جربة لحضور الندوة مؤكدا أنه ينتمي لجمعية “محبي الطيور” متسائلا عن مستقبل الطيور أمام اكتساح البناية الخاصة بمركز فنون الجزيري محمية طبيعية، نافيا أن يكون الجزيري قد حصل على تراخيص خاصة بالبناء.
وأحدث هذا التدخل ارتباكا في صفوف الحاضرين لاسيما بعد أن أكّد الرجل أنه يمتلك اثباتات لكلامه فيما حافظ الجزيري على برودة دمه ورصانته ووعد الحضور بنشر كل الوثائق القانونية الخاصة بالمشروع على شبكة الانترنت مؤكدا انه لا ينطق عن الهوى.
من جانبه أشار المهندس المعماري أحمد المزغني الى انسجام المشروع مع المحيط بينما اعتبرته الأستاذة قمر بن دانة طريقا نحو الجنوب محمّلا بالابداع والمعرفة.
يشار الى أن هناك اتفاقيات تعاون بين مركز “الفنون جربة” ودار الكتب الوطنية والمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” والمسرح الوطني.
وتفاعل الحضور من صحافيين واعلاميين ومهتمين بالشأن الثقافي مع الندوة، وتمحور التساؤل حول دوافع تأسيس المشروع في جربة بالذات، وحول الفرص الشبابية المتاحة وحول ما يمكن أن يقدم المشروع للأطفال ومدى تلاؤمه مع سكان المنطقة ومع المحيط.
يذكر أن الهيئة التي تولت تقديم المشروع تتكون من أحمد المزغني (مهندس معماري)ممثل عن مسرح الأوبرا ،ود.قمر بن دانة أستاذة التاريخ المعاصر (جامعة منوبة) ود.سهام دبابي-ميساوي (عضو بيت الحكمة) وإيمان صفر (مكلفة بتسيير المسرح الوطني) وهدى بن ساسي (مديرة الإعلامية بدار الكتب الوطنية) ود.حمادي الرديسي (جامعة تونس المنار) ومكلف بالندوات والملتقيات والناقد محمد مومن مكلف بالأنشطة المتعلقة بالنشاط المسرحي والنقدي ومسائل النشر وعلي الجزيري (ابن الفاضل الجزيري) مدير استوديو (موسيقى وصوت).