الشارع المغاربي: شدد مروان العباسي محافظ البنك المركزي اليوم السبت 29 اكتوبر 2022 على “ضرورة الانطلاق في تطبيق الإصلاحات المتفق عليها بين تونس وصندوق النقد الدولي خلال الفترة المقبلة” واصفا اياها بـ”الإصلاحات الضرورية” معتبرا ان “تونس تأخرت سنوات في تفعيلها على أرض الواقع”.

من جهة ثانية اكد العباسي انه “لا يمكن تحقيق النمو وتعافي الاقتصاد في ظل غياب رؤية سياسية واضحة وتراجع الإستثمار الخارجي والعمومي “.

وقال على هامش ندوة علمية بصفاقس حول “دور الخبير المحاسب في إدارة المؤسسة زمن الأزمات”:” لا بد من الانطلاق في تطبيق الإصلاحات التي اتفقت عليها تونس مع صندوق النقد خلال الفترة المقبلة باعتبارها إصلاحات ضرورية تأخرت تونس سنوات في تفعيلها على أرض الواقع …ابرام الاتفاق مع الصندوق سيفتح الافاق امام تمويلات خارجية اخرى ولكن يجب ارفاق هذه الإصلاحات بإجراءات لحماية الفئات الهشة والضعيفة من الآثار المحتملة للبرنامج.. آمل ان يتم صرف القسط الأول من القرض خلال شهر ديسمبر المقبل”.

واضاف العباسي” المشكلة في تونس اننا لم نعتمد منذ سنوات وحتى قبل 2010 على ما يسمى بالاصلاحات الصعبة وارجو ان يتم اتباع هذه الاجراءات خلال الفترة القادمة ولكن مع اخذ وضعية المؤسسات الصغيرة بعين الاعتبار وايجاد حلول تمويلات بديلة لها …لا يمكن تحقيق النمو وتعافي الاقتصاد في ظل غياب رؤية سياسية واضحة وتراجع الإستثمار الخارجي والعمومي ..إذا غاب الإستثمار لا يمكن خلق الثروة والإشكال الكبير يكمن في انعدام وضوح الرؤية السياسية … لا يمكن أن يتعافى الإقتصاد في ظل تراجع كافة المؤشرات… نسبة التضخم في ارتفاع متواصل مثلنا مثل كافة الدول وهو ما يجب العمل عليه خلال الفترة القادمة “.

وبخصوص تقهقر الدينار أمام الاورو والدولار أوضح العباسي أن قوّة الدينار وصموده لا يكونان الا بدفع التصدير وعودة الاستثمار الداخلي والخارجي وصلابة الاقتصاد مشددا على أن البنك المركزي يعمل حتى يبقى الدينار مستقرا قائلا “بالنسبة لتعويم الدينار ..خلال الـ 3 سنوات كان هناك استقرار للدينار التونسي والمشكل ليس في قيمة الدينار مقابل الاورو ولكن المشكل في ارتفاع قيمة الدولار وهو ما اثر خاصة على البلدان التي تتعامل بالأورو واعتقد ان تونس من اقل البلدان التي تأثرت بارتفاع الدولار خلال الفترة الاخيرة …لا يمكننا التحدث عن قوة الدينار في ظل اقتصاد ضعيف وضعف التصدير والاستثمار الداخلي والخارجي “.