الشارع المغاربي – موقع "رأي اليوم": هل صمتت النهضة عن إدانة قبول حزب العدالة والتنمية المغربي التطبيع لأنها ستواجه نفس الإستحقاق ؟

موقع “رأي اليوم”: هل صمتت النهضة عن إدانة قبول حزب العدالة والتنمية المغربي التطبيع لأنها ستواجه نفس الإستحقاق ؟

قسم الأخبار

26 ديسمبر، 2020

الشارع المغاربي-وكالات : خصص مقال صادر بالموقع العربي ” راي اليوم” للكاتب والصحفي عبد الباري عطوان حول الجدل داخل الاحزاب ” الاخوانية” بعد اعلان المملكة المغربية التطبيع مع الكيان الصهيوني وتوقيع رئيس الحكومة المغربية على نص الاتفاق وهو في نفس الوقت قيادي حزب العدالة والتنمية المغربي.

انطلق الامر باعادة نشر مقال لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني كتبه منذ اكثر منذ 25 سنة للتنديد بالانقلاب في مواقفه وتوجهاته السابقة.المقال يحمل عنوان “التطبيع إبادة حضارية”، نشره في مجلة الفرقان عام 1996: وكتب فيه “يبدو أن الصراع بين الكيان الصهيوني والأمة العربية والإسلامية، يأخذ أشكالا مختلفة ويمر بمسارات معقدة مع مرور الزمن، ويبدو أن الكيان يحاول إجراء قفزة نوعية تكسبه تقدما ساحقا على الطرف العربي والإسلامي، وتمكنه من تحقيق أهدافه المركزية، وفي مقدمتها التفوق الأمني والعسكري والاقتصادي الساحق في المنطقة، تمهيدا لإسرائيل الكبرى الحلم المعروف للصهيونية”.

وبعدها حاول العثماني تبرير توقيعه على ” اتفاق التطبيع” معتبرا في تصريح لقناة الجزيرة إن التطبيع مع “إسرائيل” قرار صعب، وانه لذلك “تأخر إلى هذا الوقت”، مشدداً على أن بلاده لن تتنازل عن ثوابتها في دعم القضية الفلسطينية وعلى انها ستبقى وفية لها.

لكن الجدل لم ينته ، خاصة في اوساط الحزب الاسلامي الذي يقود الحكومة المغربية ، مع التذكير بتصريح اخر يعود الى يوم 28 اوت 2020 ، اي بعد فترة وجيزة من اعلام الامارات التطبيع مع اسرائيل قال فيه العثماني بلهجة حاسمة انه” إنه يرفض أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل” وذلك خلال اجتماع لحزبه وقبيل زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر.

وسُلطت الاضواء على مواقف الاحزاب الاسلامية من هذا التطبيع ، بما في ذلك حركة النهضة التي تجنبت ،عكس ما حصل ابان اعلان الاماراة التطبيع ، اتخاذ اي موقف او التنديد بذلك مثلما فعلت مع الامارات.

وكانت “رئاسة البرلمان” قد اصدرت بيانا في الابان عقب تطبيع الامارات ، بتاريخ 17 اوت 2020 اعتبرت فيه ان الاتفاق يمثل تعديا صارخا على حقوق الشعب الفلسطيني وتهديدا صارخا للإجماع العربي والإسلامي على المستوى الشعبي الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”.

ونددت بـ”المآلات السيّئة لهذه الخطوة (التطبيع الإماراتي)، خاصة في هذا الظرف الذي تتوالى فيه مظاهر الاعتداء على الشعب الفلسطيني ومضي الكيان الصهيوني في سياسة التوسّع وضمّ المزيد من الأراضي، بما يُكرّس واقعا جغرافيا وديموغرافيا جديدا يُهدّد الوجود الفلسطيني مرّة واحدة”.

لم يختلف بيان حركة النهضة عن بيان رئاسة البرلمان اذ بخلاف ادانتها “بشدة” اتفاق التطبيع الاماراتي مع إسرائيل، واعتباره “اعتداءً صارخا على حقوق الشعب الفلسطيني وخروجا على الاجماع العربي والاسلامي الرسمي والشعبي ووقوفا مع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني” دعت “الدبلوماسية التونسية المنحازة للقضية الفلسطينية إلى اتخاذ موقف واضح ضد هذه الخطوة الخطيرة ومضاعفة الجهود لدعم الموقف الفلسطيني في كل المحافل العربية والدولية، والتصدي لكل مشاريع التفريط في الحق الفلسطيني”.

واثار صمت النهضة ازاء التطبيع المغربي التساؤلات لاسيما انها اكتفت في بيان صادر عنها بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاق الثورة بالاعراب عن رفضها “مبادرات التطبيع” دون أية اشارة مباشرة للمغرب ، واعتبر مقال ” راي اليوم” ان “حركة النهضة الاسلامية في تونس اصدرت بيانا عاما يستنكر التطبيع مع اسرائيل دون اي اشارة الى الشريك المغربي في التيار الاسلامي الذي يقود حكومة التطبيع ” مضيفا كاتب المقال في شكل تساؤلات” : “فهل وقعت حركة النهضة في حرج ولا ترغب في ادانة حزب العدالة والتنمية لانها قد تواجه ذات الاستحقاق بطريقة او باخرى خاصة ان حركة النهضة وقادتها ما زالوا الى اليوم يواجهون بسؤال عن رفضهم سن قانون داخل البرلمان التونسي يجرم التطبيع مع اسرائيل؟”.

وعاد المقال الى ” حركة حماس وبيانها الذي نددت فيه بشدة بتوقيع قيادي بحزب العدالة والتنمية الاسلامي ااتفاق التطبيع مع اسرئيل وذكر ببيانها الذي جاء فيه إن “وقوف زعيم حزب إسلامي إلى جانب مجرم حرب تلطّخت يداه بدماء الشعب الفلسطيني هو مشهد محزن مؤلم”، مضيفةً أن توقيع رئيس الحكومة المغربية إعلان التطبيع وتأييد أمانة حزب العدالة والتنمية له “هو خروج عن مبادئ الحزب”. واضافت حماس أن “التوقيع هو كسر لموقف التيار الإسلامي المجمع على رفض التطبيع مع الاحتلال”، معتبرةً أن “المبادئ لا تتجزأ والمصالح الآنية والمكاسب السياسية لا يمكن أن تكون على حساب قضية الأمَّة الأولى”.

واعتبر المقال ايضا ان “وقوف اعضاء حزب العدالة والتنمية مع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني والموافقة على توقعيه التطبيع مع اسرائيل، بالاضافة الى موقف حماس الموجه الى الحركة الاسلامية في الرباط ، اطلق الجدل داخل الساحة الاخوانية في المنطقة” متابعا” فخطوة الحزب الاخواني التصالحية مع اسرائيل جاءت تزامنا مع حملة يشنها عموم تيار الاسلامي السياسي على توقيع الامارات والبحرين الصلح مع اسرائيل، واعتبار ذلك طعنة في ظهر الامة وخيانة ومؤامرة، واذ بحزب من فضائهم يلتحق بالامارات مربكا الساحة، ومطلقا سيلا من المواقف والانتقادات والانقسام ودعوات المراجعة،”.

واضاف” وقد تكون الحركات الاسلامية بهذا التطور قد دخلت فعليا ازمة خطاب، اذ كيف ستبرر انقلابها على مبادئها وبأي خطاب سوف تتوجه لقواعدها ومن سيثق في طموحاتها خاصة ان الامارات التي انهالوا عليها بالادانات والاتهامات بالتامر على الامة هي القائدة لمشروع يلتحقون به”.

ونقل عن القيادي في حركة حماس محمود الزهار اعتباره ان ” ما اقدم عليه حزب العدالة والتنمية في المغرب مخالف للعقيدة الاسلامية ومساس بقواعد اسلامية لا يجب التفريط فيها، وعلى قادة الحزب ان يسالوا انفسهم ماذا سوف يجيبون الله عندما يسالهم عن هذه المخالفة الشرعية وماذا سيقولون لربهم عندما يوضعون في قبورهم؟.”

وذكر المقال بأن هذا الجدل تزامن مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بخصوص رغبة بلاده في تحسين العلاقة مع اسرائيل، مشددا على “ان ذلك بطرح علامة استفهام عن التوقيت والهدف من مبادرة مماثلة تجاه دولة الاحتلال، في وقت تتهافت انظمة عربية معادية لاردوغان على الحضن الاسرائيلي، وفي ذات الوقت تتمرس التيارات الاسلامية العربية داخل تركيا عند حليفها العدالة التنمية التركي، وتتخذ منها منصة لمهاجمة المطبعين العرب مع إسرائيل،”

واوصل المقال ” فهل اراد اردوغان تشكيل غطاء لحركات الاسلام السياسي التي تريد التطبيع مع اسرائيل بطلبه هو شخصيا تحسين العلاقة مع تل ابيب؟ في كل الاحوال لتركيا ظروفها التاريخية والسياسية الخاصة خلافا للتيارات الاسلامية العربية. واذ بتنا نمسع من نخب تيار الاسلام السياسي مصطلحات جديدة برزت على الساحة الفكرية عندهم مثل مصطلح “المصلحية” الذي يجدون له المسوغات الشرعية، ومصطلح “فصل الدعوي عن السياسي” الذي يعني فصل المباديء والاسس والعقائد عن الممارسة السياسية ، وهو ما يعطي هامش حركة وبراغماتية غير محدودة بقيود لمن يمارس السلطة من التيار الإسلامي، فكلها حلول تبتكرها نخب التيار لتبرير التنازلات التي تقدمها الاحزاب عادة للقوى الدولية المهيمنة لتكون مقبولة في السلطة.”


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING