الشارع المغاربي- قسم الثقافة: روّجت مؤسسة التلفزة الوطنية قبل حلول شهر رمضان لـ”مسرح العايلة” وهي تجربة جديدة عبارة عن مجموعة أعمال هزلية خفيفة “vaudeville” جاءت كنوع من المصالحة بين الفن الرابع وجمهوره…
ولكن ما يلاحظ المشاهد ومن الوهلة الاولى أن هذه التجربة التي تبثّها قناة الوطنية يوميا تقدّم اعمالا مسرحية باهتة لا تندرج ضمن أي لون مسرحي بما في ذلك “الفودفيل” الذي عرفه المتفرّج التونسي مع “الماريشال عمّار” وغيرها من الأعمال الهزلية. واكتفى المشاهد بمتابعة تجارب سطحية ركيكة رغم مشاركة بعض الوجوه المسرحية المختصّة في هذا اللون المسرحي على غرار اكرام عزوز وفيصل بالزين وريم الزريبي وجلال الدين السعدي ودليلة المفتاحي..
يذكر أن التلفزة الوطنيّة قامت لمّا كانت لها رؤية ثقافيّة واضحة بمبادرات سابقة ورائدة فعلا في تقريب المسرح للجمهور الواسع وربطت الصلة مع العديد من الفرق لتسجيل إنتاجاتها وعرضها بعد استكمال دورتها التّجاريّة بالمسارح… كما ساهمت التلفزة في حفظ الذّاكرة المسرحيّة ولولاها لما كانت العديد من الاعمال المسرحية خالدة الى اليوم نذكر منها على سبيل الذكر “غسالة النوادر” و”التربيع والتدوير” إلخ… كما يعود إليها الطلبة والباحثون لتعميق دراساتهم حول لون من ألوان المسرح الى جانب مشاركتها في إنتاج العديد من المسرحيّات التي افتتحت مهرجان قرطاج الدولي وغيرها وتمّ عرضها تباعا مثلما كان الحال مع سلسلة “كلام اللّيل” لمسرح “التياترو”…