الشارع المغاربي : قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، اليوم الثلاثاء 24 جويلية 2018، إنّ “الوضع بالبلاد وصل اليوم إلى حدّ التعفّن بسبب انعدام الأخلاق وهتك الأعراض… كل واحد يغنّي على ليلاه… وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يتربّص بالبلاد”.
واعتبر الطبوبي في كلمة ألقاها اليوم خلال مؤتمر نقابة الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة بالصحة العمومية، أن “من حق الاتحاد المطالبة بتغيير جذري وعميق للحكومة لأنه ليس مجرد صورة في وثيقة قرطاج” قائلا “ماجيتش نشحّت فيك باش تحطّني”، مُذكرا بأن الدعوة الى وثيقة قرطاج 1 تضمنت عنوانا عريضا هو “الوحدة الوطنية” متسائلا “وحدة وطنية علاش؟… هل هي فقط مطية للقيام بتحوير معين وهل تتضمن حقا الصدق وإرادة حقيقية للتقدم بالبلاد أم هي مجرّد عنوان فقط؟”.
وأضاف أن الخيارات والاولويات التي رُسمت في هذه الوثيقة بقيت مجرد عناوين، مُذكرا بأنه قال لرئيس الحكومة يوسف الشاهد قبل قيامه بالتحوير الوزاري الثاني إنّ “فرصة ثانية اتيحت لك لاختيار الكفاءات الحقيقية وإذا ما بقيت تحت ابتزاز الأحزاب فلست مؤهلا لتحكم تونس… ففي نجاح الحكومة هو نجاح تونس ونجاحك أيضا”.
ولفت إلى أن أطرافا تدعو اليوم الى استقرار سياسي وتنتقد الاتحاد وتشكك في وطنيته، لافتا الى أن “الوطنية ممارسة وليست شعارا لأن دعم بعض الأحزاب التحركات الاحتجاجية هو في الحقيقة تملّق سياسي لربح الأصوات فقط”.
وعرّج الأمين العام للاتحاد على المفاوضات الاجتماعية وعلى صعوبة الأوضاع الاجتماعية، مستشهدا بدراسات قال إنّها تشير إلى أن 50 بالمائة من العائلات التونسية غير قادرة على تلبية حاجاتها الضرورية، موضحا أن الحكومة تسوّق صورة لدى الاعلام تقضي بمراعاة هذه المفاوضات وأنها عندما تُغلق المكاتب للنقاش تتنكّر وتتحجّج بأن الميزانية خاوية متوجّها للشاهد بالقول “ثبّت روحك ما تبداش تشكي وتبكي”.
وطالب الحكومة بعدم “بث الأمل المزيّف للشعب” معتبرا أن الساحة تفتقد الى الارادة والصدق في العمل في ظل كل هذه التجاذبات واللهف على التموقع السياسي مهما كان الثمن، مشددا على أن الحكومة مطالبة بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، مضيفا “مثلما لديك حقوق عليك واجبات ولا يجب عليك تعليق كل فشل على الاتحاد”.
وقال إن الحكومة قالت خلال المفاوضات الاجتماعية إن صندوق النقد الدولي طلب منها عدم الزيادة في الأجور “ما يتزاد حتى مليم”، متسائلا في هذا الصدد “انتم حكومة شنيّة ؟… ما دام القرار ليس بأيديكم ولستم مستقلّين في آرائكم أعطونا الناس التي لديها القرار من وراء البحار لأتفاوض معهم”.
وأفاد الطبوبي بأن بعض الوزراء زاروا واشنطن للتفاوض مع صندوق النقد الدولي وأنهم أقدموا على ممارسات وصلت الى الحضيض والى مستوى متدنّ، متّهما إياهم بالوشاية بالاتحاد قائلا “قالو إلّي الطبوبي يسبّ في مديرة عام صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.. كأني باش إنّاسبها”، مستغربا من المستوى السياسي الذي وصلت اليه تونس بعد هذه التصرفات.