الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: حذّرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا في تصريح لشبكة CNN يوم الأربعاء 21 سبتمبر 2022، من خروج الناس الى الشارع على مستوى العالم ما لم يتم اتخاذ خطوات لحماية الفئات الأكثر ضعفاً من التضخم.
وقالت المسؤولة الدولية: “من المهم التفكير في أن هذا التأثير المركب للأزمات المتعددة يختبر بالفعل صبر الناس وقدرتهم على الصمود. إذا لم تتخذ إجراءات لدعم الفئات الأكثر ضعفًا، ستكون هناك عواقب “الناس في الشارع”.
واعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي أن الأحداث التي أدت إلى ارتفاع الأسعار وهي تفشي متحور اوميكرون من فيروس كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا جعلت التضخم اليوم أكبر عدو مؤكدة على صعوبة الأوضاع هذا العام في ظل تواتر الصدمات وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بما أدى الى ارتفاع كلفة المعيشة.
وقالت جورجيفا في معرض حديثها عن ازدياد التأييد لمرشحي اليمين المتطرف في دول مثل إيطاليا والسويد، إنها “ليست مندهشة لرؤية الناس يغضبون. لقد تم حبسهم في منازلهم لشهور وشهور وشهور. إنهم يرون الأسعار تقفز بشكل كبير. وهذا هو سبب مناشدتي صانعي السياسات ان يأخذوا ذلك في الاعتبار”.
يذكر ان خبراء من البنك الدولي كانوا قد أكدوا في مذكرة اصدروها مؤخرا تحت عنوان “ارتفاع معدل التضخم وأثره على أوضاع الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” ان تداعيات الحرب الدائرة بأوكرانيا على الاقتصاد العالمي عديدة ومتنوعة وانها قادت إلى تفاقم الضغوط التضخمية القائمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي نشأت عن موجات الجفاف وانتشار الصراعات والمعضلات الأخرى وانها أصابت واردات المواد الغذائية الأساسية بالشلل في بعض البلدان وتسبَّبت في قفزات عامة للأسعار، لا سيما أسعار المواد الغذائية.
وبينت تقديرات للبنك أن زيادة الأسعار العالمية أدت في تونس إلى ارتفاع معدل الفقر بمقدار 1.1 نقطة مئوية، وانه تم التخفيف من أثر ذلك على العائلات الفقيرة من خلال دعم المواد الغذائية ومنتجات الطاقة. وابرزت التقديرات انه إذا استمر ارتفاع الأسعار في الأشهر المتبقية من عام 2022 بنفس الوتيرة التي كانت عليها في أشهره الأولى، واستمر الدعم قائماً، فإن معدل الفقر سيزداد بمقدار 2.2 نقطة مئوية وان مستويات التفاوت وعدم المساواة ستزداد إلى حد ما، وان مؤشر جيني سيرتفع من 32.82 إلى 32.9. ويعني ذلك احصائيا انضمام 700 ألف تونسي الى الفئات الفقيرة.