الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: انعقدت أواخر الأسبوع الفارط بمقر وزارة النقل واللوجستيك جلسة عمل أشرف عليها الوزير معز شقشوق وحضرها ممثلون عن شركة “تاف” “tav” التركية المستغلة لمطاري النفيضة والمنستير ومسؤولون في ديوان الطيران المدني والمطارات إلى جانب إطارات من الوزارة.
وتم تخصيص هذه الجلسة بالأساس، وفق الوزارة، للنظر في وضعية عدم تسديد شركة “تاف” للمستحقات المتخلدة بذمتها لدى الديوان الطيران المدني والمطارات مما انجر عنه بالخصوص تسجيل تعثر كبير في خلاص أجور العاملين بمطار المنستير حسب عقد اللزمة المبرم مع الشركة التركية في الغرض الأمر الذي جعلهم يدخلون في تحركات احتجاجية تتواصل منذ يوم 5 ديسمبر الفارط.
وتمت دعوة الطرف التركي الى إيجاد حل لهذه المعضلة لاسيما في ظل الوضع الاجتماعي والاقتصادي الحرج الناجم عن تداعيات الجائحة الصحية مع حثه على اتخاذ جميع الإجراءات المستوجبة وفقا لعقد اللزمة لدفع مستحقات الدولة التونسية والخطوط التونسية.
وجرى التأكيد على ضرورة تقديم رؤية جديدة وحلول عملية لتطوير مطاري النفيضة والمنستير تتماشى مع استراتيجية الدولة التونسية للنهوض بقطاع الطيران المدني بما في ذلك المطارات.
ولم تقدم الوزارة أية معطيات فيما يتعلق بقيمة مستحقات الدولة التونسية غير المدفوعة من قبل الشركة التركية “تاف”.
يذكر أن شركة “تاف” التركية، كانت قد فازت في 2007 بمناقصة بناء مطار النفيضة، ومنحتها السلطات إبان حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، امتياز تشغيله بموجب عقد يمتد لأربعة عقود، لتؤسس الشركة فرعاً لها باسم “تاف “تونس لإدارة المطار والإشراف عليه، وربطت الشركة التركية عقد النفيضة باستغلال مطار المنستير فاستجابت لها الدولة.
وتبرز مصادر مطلعة أن الدولة التونسية تمتلك 30% من مجموع مداخيل شركة “تاف”. ومكَّن رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، الشركة التركية من شطب جزء كبير من ديونها في اتفاق يحيط به الكثير من الغموض.
ويؤكد العديد من عمال مطار المنستير انهم أعلنوا عن رفضهم للشركة التركية منذ بداية التعاقد معها في 2007 ولكن وقتها لم يسمع صوتهم وذلك على حد تعبيرهم سيما أن مطار المنستير كان يسجل 5 ملايين مسافر في العام، وهو الأول في إفريقيا في مجال رحلات الشارتر. ويبرز العمال عموما أنه وبعد 2011 بدأت الشركة التركية في تنفيذ مشروع لـ “تخريب” مطار المنستير، وذلك بتحويل كل الرحلات إلى مطار النفيضة، بدعوى أن مطار المنستير لم يعد صالحاً لاستقبال الرحلات. كما طلبت من شركات الطيران في مختلف دول العالم تحويل رحلاتها إلى مطار النفيضة، فانخفض عدد المسافرين في المطار من 5 ملايين إلى أقل من مليون مسافر سنوياً.
ويُفسر توجه الشركة التركية لإضعاف مطار المنستير بسعيها إلى عدم دفع 30% من مداخيل خدمات المطار إلى الدولة التونسية، وتوجيه كل جهودها إلى مطار النفيضة الدولي.
كما توضح أطراف أخرى مطلعة على الملف أن منح مطار المنستير لشركة تركية هو ترجمة لمخطط يهدف إلى الإساءة للزعيم الحبيب بورقيبة، الذي أنهى حكم الأتراك في تونس، بإعلانه النظام الجمهوري، وإلغاء حكم العائلة الحسينية ذات الأصول التركية.