الشارع المغاربي- عندما يسمعُ زائر جمهورية مصر الشقيقة كلمة تونس،تجول بخاطره مباشرة الجمهورية التونسية، ولكن الوضع هناك مختلف. فتونس المصرية تُعد واحدة من أشهر قرى منطقة الفيوم، التى تحولت من مجرد قرية ريفية فقيرة تعانى من انخفاض المستوى التعليمى والاقتصادى إلى أيقونة للإبداع وقِبلة للسواح من مختلف دول العالم، لما تتمتع به من مناظر خلابة. هذه القرية أو العزبة لا مكان فيها للعاطلين فجميع سكانها يحترفون صناعة الخزف والفخار وبعض الصناعات اليدوية الأخرى مثل صناعة السجاد والحصير اليدوي، كما حافظت القرية على طابعها الريفى البيئى رغم وجود العديد من الفنادق فيها، حتى أطلق عليها أهالى الفيوم لقب “تونس الخضراء”.
كانت البداية بزوجين أحبا المكان، قدما في نزهة ففكرا في الاستقرار هناك، هما الشاعرُ المصري سيد حجاب وزوجته الفنانة السويسرية المتخصصة في أعمال الخزف إيفلين بوريه، وعلى يديهما اكتسبت قرية تونس، الواقعة على ضفاف بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، شكلها وطابعها الحاليين.
والقرية كما هو اسمها في الحقيقة، كانت في البداية مجرد مجموعة عشش يسكنها عدد محدود من العمال والفلاحين، واستمر الحال على ما هو عليه حتى شيد الزوجان أول بيت بطريقة القباب والأبواب السائدة الآن في القرية والمشابهة لطراز البيوت التونسية. ونتيجة لهذه النشأة أصبحت القرية تضم تنوعا فريدا، ففيها يعيش الفلاحون بجوار الأجانب في تناغم وألفة حقيقية.
ويعد موقع القرية أهم ما يميزها، فهي مبنية على تلة، قبلها وبعدها الأرض مستوية في نفس مستوى بحيرة قارون، وبذلك هيأت الطبيعة للناظر من القرية رؤية واسعة للعالم المحيط بها، حيث ينظر من مكان عال إلى المشهد المحيط، كما يشكل مزيج المياه والخضرة بالقرية مشهدا طبيعيا خلابا.
بدأ حجاب وإيفلين بعد ذلك يدعوان أصدقائهما من الكتاب والفنانين وأساتذة الجامعة والنقاد، فيأتي الواحد منهم ويعجب بالمكان، ومع الوقت حذا العديد من أصدقائهما حذوهما ملتزمين بنفس الطراز في البناء إلى أن أصبح لهم في تونس حاليا ثلاثمائة فيلا أبرزهم الروائي عبده جبير، أحد المقيمين في القرية ومؤسس فندق زاد المسافر، أحد أهم الفنادق البيئية في المحافظة، وأحمد الصاوي، صاحب ساقية الصاوي الشهيرة.
موقع القرية أهم ما يميزها، فهي مبنية فوق تلة، منازلها قائمة على طراز المهندس حسن فتحي في عمارة الفقراء، من حيث النقاء البيئي، وزيادة رقعة المساحات الخضراء، واهتم سكان القرية ببناء منازلهم على الطراز نفسه، ومن مكونات طبيعة خاصة من الحجارة والرمل والطين توفر عدم التأثر بدرجات الحرارة الخارجية، وتتيح للمقيمين الاستمتاع بالمناظر الجميلة والخلابة والطبيعة الساحرة وأصبح الأجانب والسائحون يبحثون عن اقتناء منزل بها للإقامة فيه وقتما ينوون زيارة مصر.