الشارع المغاربي – قسم الثقافة : على خطى الدول المتقدمة التي تخصص مكتبات مجانية في محطات المترو وأمام المدارس ودور النشر، حوّل المسرحي الشاب بلال العلوي ثلّاجة قديمة قام بطلائها بعدة ألوان إلى “مكتبة شارع” كتبت عليها عبارة “جيب كتاب وخوذ كتاب”.
وبلال العلوي طاقة لا تنضب فبعد ان تخلّى عن “كميونه” الثقافي لتراكم الديون ابتكر من جديد “الدراجة المسرحية” وتعد هذه التجربة الثالثة من نوعها ضمن أفكاره التنويرية في وقت خلت فيه الساحة الثقافية من مبادرات شبيهة تبقى تجارب فردية تحسب فقط لأصحابها لا لـ”رعاة مدن الفنون”..
ولا تعد فكرة الثلاجة الأولى من نوعها في تونس ، اذ سبق ان تم تركيز مكتبات بشوارع العاصمة سرعان ما تمت سرقتها ,وقبلها كان للعلوي تجارب خاضها متنقلا بين المدارس الريفية والحدودية وفي الجبال والطرقات الوعرة بجهة القصرين بحثا عن ابتسامة طفل لا يعرف معنى الثقافة ولم ير في حياته مهرّجا إلا من خلال الصور..
وبلال العلوي شاب تونسي من مدينة ماجل بلعباس التابعة لولاية القصرين عشق المسرح منذ نعومة أظافره وحمل هموم منطقة همّشتها الطبيعة والدولة وتقاسم مع أهلها أحلامهم وأفكارهم.
عن أعماله وطموحاته وتهميش وزارة الشؤون الثقافية راعية تظاهرات مدن الفنون تحدّث بلال العلوي إلى “الشارع المغاربي” قائلا “لن ارتد حتى ازرع في الأرض جنتي… أو اقتلع من السماء جنتها” وهي مقولة لغسان كنفاني قال انها كانت تراوده كل صباح متابعا ” ارضنا ليست عاقرا، أرضنا ارض الحب والبقاء…فوجودي في هذا المكان ليس صدفة بل لأكون فاعلا في بلادي…”.
وعن ابتكاراته البسيطة وغير المكلفة قال العلوي “اردت ان يكون لي طابع خاص بي وبصمة خاصة وفي فترة زمنية وجيزة نحصلنا على تأشيرة العمل المسرحي “صعاليك” ومن ثم افتتاح الفضاء الثقافي “فينوس” بماجل بلعباس لتليها عروض مسرحية في أماكن مختلفة فـ”الكميون الثقافي” الذي قمنا من خلاله بانجاز حوالي 32 عرضا موجها للاطفال والعائلات حيث التصحر الثقافي لان الغاية الاسمى هي تفعيل اللامركزية الثقافية وارساء ثقافة القرب…
وقال العلوي: “بالنسبة لوزارة الشؤون الثقافية فقد قامت بواجبها تجاه الفضاء لكني اعتبر ذلك غير كاف فقمت بتوجيه عشرات المطالب للشركات قصد انجاز أكثر ما يمكن من عروض لفائدة الاطفال المحرومين ليس من الفعل الثقافي فقط بل هم محرومون من الحياة أحيانا… ” …حين يدرك اصحاب الشركات والمسؤولون حقيقة هذه المقولة سنكون قادرين على الاكتساح الثقافي بكل سهولة… فما احوجنا نحن ابناء المناطق الداخلية إلى دعم مضاعف للانجاز والخلق والإبداع… رسالتنا واضحة المعالم نحن نحب أوطاننا ونريد أن نراها زاهية الألوان ضاحكة مستبشرة ومن خلال عروضنا نقوم بتمريرها لجيل بأكمله”.