الشارع المغاربي – قسم الأخبار : أعربت أرملة المعتمد الشهيد محسن بن عاسي عن صدمتها من معاملتها بطريقة “غير لائقة” من قبل الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش اثناء لقائها بها اول امس الخميس بقصر قرطاج قائلة: “لقد عاملتني بإهانة واحتقار وحسّستني بأني متسولة ولست بالمقام المفروض اي أرملة شهيد وطالبة حق”، مضيفا “غادرت القصر بدمعة حزينة”.
ونقلت إذاعة “صبرة أف أم” عن أرملة الشهيد قولها “تحوّلت الى قصر قرطاج والأمل يراودني بين الحين والآخر لاستكمال الحياة التي أبحث عن خيوطها منذ ان فقدت زوجي الذي اخذته الشهادة مني وضحى بنفسه من اجل انقاذ جيل المستقبل”.
وأضافت “بعد طول انتظار في ذلك القصر، وجدت نفسي في مواجهة مع الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية وخير الدين بن سلطان المشرف على الدائرة القانونية هناك بدل ان يجتمع بي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي تجاهلني وأخلف وعده بمقابلتي وفق ما تم الاتفاق عليه في اتصال هاتفي تلقيته من الرئاسة، يوم الاربعاء الماضي، للنظر في وضعيتي بعد صيحة الفزع التي أطلقتها مؤخرا”.
وأكدت أن اللقاء لم يستغرق وقتا طويلا مبرزة ان قراش وبن سلطان كانا همّهما الوحيد خلال الاجتماع الخاطف إقناعها بنسيان عملية انتدابها في الوظيفة العمومية والعزوف عن هذا المطلب بتعلة عدم سماح القانون بذلك وتفاديا للمشاكل التي قد يُثيرها جميع أفراد عائلات الشهداء الذين سيحتجون حتما من أجل المطالب نفسها”.
وأشارت إلى أن قراش دعتها الى ضرورة قبول إقتراح والي تطاوين المتمثل في تشغيلها بشركة التنمية والاستثمار بالجهة علما أن الارملة لا تتوفر فيها مقاييس الخطة المطلوبة بهذه الشركة الامر الذي جعلها ترفض هذا الاقتراح، وفق تصريحها.
وندّدت أرملة الشهيد بتصرف والي تطاوين وبما اعتبرته تدخّله السلبي وغير المسموح في شؤونها متّهمة إياه بالتسبّب في حرمانها من حقها الشرعي في الانتداب بالوظيفة العمومية.
وذكّرت بوعود الحكومة التي قطعتها لها في جنازة زوجها الشهيد وخلال إحياء أربعينيته.
وشددت المتحدثة على حقها وأولويتها في الانتداب بالوظيفة العمومية قائلة إنها لن تفرط في هذا المطلب مهما كلفها الامر.
وبخصوص مطلب السكن الذي دخل مؤخرا حيز التنفيذ، اكدت ارملة الشهيد ان الاعتمادات المرصودة لبناء مسكنها قدرت بـ30 الف دينار، موضحة ان حجم هذه الميزانية خير دليل على ان عملية البناء لا تستجيب للمقاييس الثابتة مما يجعلها مهددة بالسقوط، وفق تقديرها.
وانتقدت المتحدثة شركة فسفاط قفصة التي لم تلتزم بتعهّدها بعد ان وعدت بمساعدتها ماديا من خلال المشاركة في بناء مسكن لائق يحفظها وابنتها من التشرد.
وختمت الأرملة قائلة: “لقد مللت الوعود الزائفة وسئمت المماطلات ورغم ذلك مازال الامل قائما بأن أجد مستجيبا لهذه المناشدة الإنسانية”.
يشار إلى أن أرملة الشهيد كانت قد اشتكت سابقا في تصريحات إعلامية من اهمال الدولة والسلط المحلية لها، مؤكّدة أنها تعيش على “صدقات” المواطنين وأنها مازالت تقطن بمسكن المعتمدية وانها لم توظف مثلما تم وعدها.
يذكر أن الفقيد بن عاسي كان قد لقي حتفه بعد ان جرفته مياه ”وادي لفّام” بمطماطة الجديدة منذ يوم 11 نوفمبر المنقضي عندما جرفت السيول السيارة الأمنية التي كان يستقلّها صحبة رئيس مركز حرس هذه المنطقة الشهيد النقيب، المهدي الحداد، والناجي من الحادث الوكيل الاول، منير السعداوي، عند محاولتهم انجاد تلاميذ مدرسة لفّام، بسبب الفيضانات التي شهدتها المنطقة إثر تهاطل كميات كبيرة من الأمطار.