الشارع المغاربي – وكالات : ذكّر الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند خليفته إيمانويل ماكرون الذي أثبت منذ وصوله إلى رئاسة فرنسا انه يعشق مظاهر الأبهة بأن “الطبقة الملكية في فرنسا أُعدمت بالمقصلة”.

وهاجم هولاند في فصل من كتابه الجديد “دروس السلطة” ما وصفه بـ “الأسلوب المتعجرف الذي ينتهجه ماكرون، وزير الاقتصاد السابق في حكومته، منذ دخوله الايليزي في ماي الماضي قائلا “يجب على من يقولون إن الناس يتطلّعون إلى أن يحكمهم ملك ألّا ينسوا أنهم في بلد قطع رأس ملكه”، وفق ما نقلت عنه مجلّة “لوبس” الفرنسية.

وفي سلسلة انتقادات كتب هولاند، بعدما لازم الصمت منذ انتهاء رئاسته، “قلّلت حكومتي من عدم المساواة أما هذه الحكومة فتزيده” متّهما ماكرون بـ “تعميق عدم المساواة في المجتمع” إثر اقراره خفض ضرائب اعتُبر أنه يساعد الأثرياء والشركات، وإصلاحات دفعت المنتمين لتيار اليسار الى وصف المصرفي السابق ماكرون بأنه “رئيس الأثرياء”.

يشار إلى ان العلاقات بين هولاند وماكرون تدهورت إلى مستوى وصفته صحيفة “لو موند” في مقال نشرته الثلاثاء الماضي بـ “الحرب الباردة” لافتة الى ان انتقادات هولاند تأتي مع اقتراب ماكرون من إكمال عامه الأول في السلطة وفي وقت يدافع فيه عن إصلاحات تهدف لإعادة تشكيل الاقتصاد الفرنسي أدّت إلى حالة من الاستياء المتزايدة بين عمّال السكك الحديدية والطلاب وموظفي القطاع العام والمتقاعدين.

يذكر أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كان قد قال إن فرنسا بلد “الملوك القتلى” وذكر في مقابلة أجراها العام الماضي مع صحيفة “دير شبيغل” الألمانية “إنها مفارقة… الفرنسيون يريدون أن يكون باستطاعتهم انتخاب ملك لكنهم يريدون أيضا أن يتمكنوا من الإطاحة به في أية لحظة… كرئيس لا يمكن للمرء أن يتوقع أن يكون محبوبا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن ماكرون قام منذ انتخابه بأمور لها طابع ملكيّ لإضفاء لمسة من العظمة على رئاسته مثل إلقاء خطاب الفوز بالانتخابات في متحف اللوفر وقراره مخاطبة نواب البرلمان في قصر فرساي الذي كان مقر العائلة الملكية الفرنسية.

وتحدّث هولاند (السياسي الاشتراكي) في مقتبسات من كتابه الجديد “دروس السلطة” عن الأعوام الخمسة التي قضاها في السلطة والتي انتهت بأن أصبح أوّل زعيم فرنسي في التاريخ الحديث لا يسعى لإعادة انتخابه مدفوعا بعدم شعبيته.