الشارع المغاربي : حذّر المكلف بالشؤون السياسية بحركة نداء تونس برهان بسيس، من أن عدم التوصل إلى توافق بين الأطراف المشاركة في نقاشات “وثيقة قرطاج 2″، سيضع تونس أمام “أزمة سياسية تهدد مستقبلها”.
وقال بسيس في حوار مع وكالة الأناضول اليوم الاربعاء 30 ماي 2018، إنّ “طبيعة الأزمة السياسية الحالية لها من العمق والخطورة، بحيث لا يمكن أن تستوعبها حسابات المناورة السياسية التقليدية”، مضيفا: “مستقبل تونس في خطر”.
وتابع بسيس: “الصورة واضحة، طيلة 7 سنوات المنجز الاقتصادي والاجتماعي كان سلبيًا، وما كان يعدّل الكفة ولو جزئيًا هو نجاح التوافق السياسي والاجتماعي، الذي أنقذ تونس في كل محطاتها المفصلية، ونستحضر في هذ المجال تجربة الحوار الوطني.
واعتبر أن “ما هو حاصل اليوم هو تسريع الخطى نحو الانهيار”.
وأضاف “المسألة أبعد من حسابات سطحية، ذهاب إلى البرلمان أو عدم الذهاب إلى البرلمان (لسحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء يوسف الشاهد)، فكلّ المسار أصبح مهددًا، خاصة في ظل استهتار بعض الأطراف السياسية بطبيعة الأزمة الحالية وخطورتها، ومن هذه الأطراف نجد حركة النهضة” .
وعن تصريح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بأن موقف الحركة تجاه عدم تغيير الشاهد كان من أجل المصلحة الوطنية والمحافظة على الاستقرار وصورة تونس في الخارج، قال بسيس، إن “السياسة نتائج وليست تعبيرًا عن نوايا، والنتائج أن موقف النهضة قسّم الأحزاب والمنظمات وطعن التوافق السياسي والاجتماعي في الظهر”.
ونفى بسيس أن تكون خلفية موقف حركة “النهضة”، هي الحفاظ على الاستقرار، قائلًا: “التوافق سينهار والاتحاد يهدد بالنزول إلى الشارع”.
وحول ما يتردد عن تفكير نداء تونس في سحب وزرائه من حكومة الشاهد، والتوجه إلى البرلمان لإصدار “لائحة لوم” ضدّ الحكومة، توقع بسيس، أن “كل الاحتمالات واردة على ضوء ما ستشهده الأزمة السياسية من تطورات”.
وقال بسيس “في نداء تونس لا نرى أن هناك توافقا بين رأي رئيس الجمهورية، ورأي حركة النهضة، وأن كل المؤشرات الكاملة التي تفيد بأن من يتحدث عن وجود توافق وتطابق بين رأي رئيس الجمهورية ورأي رئيس حركة النهضة يكون بصدد مغالطة نفسه ومغالطة الرأي العام”.
يشار إلى أنه تم تعليق العمل بوثيقة قرطاج 2 بعد اختلاف حول النقطة 64 من الوثيقة المتعلقة بتغيير يوسف الشاهد وتمسك النهضة ببقائه.
وكان الشاهد قد خرج عن صمته بخصوص الأزمة السياسية التي تعيش على وقعها البلاد وتوجه مساء أمس بكلمة تضمنت استهدافا مباشرا لحافظ قائد السبسي باتهامه بتدمير نداء تونس محملا اياه مسؤولية هزائم الحزب الانتخابية.