الشارع المغاربي – وكالات: أوقفت السلطات الجزائرية شخصا أطلق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحرّض على رشّ النساء اللواتي يلبسن “لباسا غير محتشم” في الشوارع بحمض الأسيد (ماء النار)، في حادثة أعادت إلى الأذهان ما حصل في البلاد خلال تسعينات القرن الماضي، عندما كانت الجماعات الإرهابية تستهدف النساء غير المحجبات بهذه المادة الحارقة.
ويأتي تحرّك السلطات بعد انتشار منشورات وتعاليق بأسماء مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر ، تدعو إلى التحريض على “النساء اللواتي يرتدين ملابس ضيقة”، وذلك ردا على خروج المئات من الجزائريات للجري في أغلب المدن، تضامنا مع فتاة تعرضت للاعتداء بسبب ممارسة الرياضة في شهر رمضان.
وفي هذا السياق، أعلن وزير العدل الجزائري الطيب لوح أن النيابة العامة “رفعت دعوى عمومية بعدة ولايات حول دعوات العنف الموجهة ضد المرأة التي انتشرت مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي”، مضيفاً أنّه “تمّ تحديد هوية أحد مرتكبي هذه الجرائم بإحدى الولايات وايداعه السجن”، وأن التحقيق “لا يزال مستمرا لتحديد هوية بقية المروجين عن طريق الهيئة المختصة”.
وقال لوح إن كل فئات الشعب الجزائري “ترفض العودة إلى تلك السنوات بعد كفاح كل مؤسسات المجتمع وفي مقدمتها الجيش الشعبي الوطني ورئيس الجمهورية لإقناع الشعب الجزائري بميثاق السلم والمصالحة الوطنية وإعادة الاستقرار للبلاد”.
وكانت الحملة المذكورة قد بدأت خلال شهر رمضان، بعد بث فتاة تدعى “ريمة” فيديو على شبكات التواصل، قالت فيه انها تعرّضت للضرب والاعتداء اللفظي من طرف مجهول في الجزائر العاصمة، بسبب ممارستها الرياضة قبيل أذان المغرب.
ولقي الفيديو تفاعلاً كبيرا وتعاطف الجزائريات مع الفتاة، وأطلقن حملة تدعو إلى الخروج لممارسة الرياضة، قوبلت بحملة مناهضة تدعوهن إلى التزام بيوتهن بداعي أن لباسهن غير محتشم، وأن مكانهن “هو المطبخ”، رافقتها منشورات وشعارات تحريضية على النساء المتبرجات في الشارع اتخذت منحى خطيرا.
