الشارع المغاربي: لخص الناشط السياسي عمر صحابو الوضع السياسي الراهن في البلاد بالمقولة التونسية” الشعب في واد والسلطة الحاكمة في واد آخر”، موضحا أن الواديين لا يلتقيان لأنهما خطان مُتوازنان، وفق تعبيره.
وشدد صحابو على أن ما اسماه بالصراع الدائر بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل” لن ينتهي الا بهزيمة أحد الطرفين”وعلى أن “التوافق بينهما مُستحيل”، موضحا بالقول “لأن حكومة الشاهد لديها أجندا مُسلطة عليها من قبل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي ووظيفتها تتلخص في تمرير وتجسيم ما يُسمى بالإصلاحات الكبرى”.
وأضاف ان “هذه الاصلاحات ليست سوى املاءات صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية وانها غاية وبرنامج ومهمة رئيس الحكومة الحالي”، مبينا أن “الاتحاد العام التونسي للشغل هو في المقابل حجرة العثرة الوحيدة لتحقيق هذا البرنامج نظرا للمشهد السياسي الحالي”.
واعتبر ان “هناك تحالفا موضوعيا واستراتجيا بين حركة النهضة ويوسف الشاهد” وأن القوة الوحيدة التي تقف في الطريق هي المنظمة الشغيلة، لافتا الى أن “التفويت في كل المؤسسات الاقتصادية التونسية وخوصصتها اكراه من بين الاكراهات التي فرضها النقد الدولي والمفوضية الاوروبية على حكومة يوسف الشاهد لأنه خيار استراتيجي لا يحتمل النقاش” موضحا بالقول ” لا تستطيع اختيار مؤسسة دون غيرها..لانه توجه ايديولوجي ليس فيه خيار”.
وأبرز وجود” فكرة مُشتركة” قال ان كلا من حركة النهضة ورئيس الحكومة الحالي والاتحاد الأوروبي دأبت على تسويقها وتتمثل في “الاستقرار الحكومي”، موضحا أن كل طرف يتبنى هذا “المبدأ” حسب تفسيراته متابعا “النهضة تدعو باسم الاستقرار لاستمرار حكومة الشاهد وهذا الاخير يقول بإنه في حاجة إلى الاستقرار لتمرير اصلاحاته والاتحاد الاوروبي قالها صراحة عبر السفير الفرنسي الذي اجتمع بوفد رسمي من تونس وأعلن أن الاتحاد مع الاستقرار السياسي ومع مواصلة الشاهد على رأس الحكومة”. مشبها الوضع الراهن للبلاد التونسية بما قبل الحماية وأنه يمكن اعتبار أن البلاد تعيش اليوم وكأنها في سنة 1896.
وذكر أن “حركة النهضة وكتلة الائتلاف الجديدة أصبحا يمثلان الأغلبية البرلمانية، موضحا بالقول” رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي استبدل الباجي قائد السبسي بيوسف الشاهد ففي القراءة الواقعية الوقحة للنهضة لم يعد إتفاق باريس مع الباجي صالحا ورئيس الجمهورية في حد ذاته لم يعد “يصلح أيضا” نظرا لمحدودية صلاحياته الدستورية والبديل كان رئيس الحكومة”.
وبخصوص التغييرات المستقبلية وانعكاساتها على الواقع السياسي والاقتصادي ،أفاد الناشط السياسي أن “‘الصراع بين حكومة يوسف الشاهد وحركة النهضة وبين الشعب التونسي الذي سيسانده الاتحاد العام التونسي للشغل هو الذي سيغير المعادلة السياسية”، مشددا بالقول على “انه صدام لا مناص منه بين هذين الطرفين وانه آت ولا مهرب منه”.
وأوضح أن صبر التونسي نفد وان نفس الاسباب تؤدي إلى نفس النتائج ، مُعتبرا أن الأسباب التي أدت إلى اندلاع ثورة 14 جانفي موجودة اليوم مع تفاقمها مبينا بالقول “ارتفعت نسبة البطالة وتفاقم حجم التداين والعجز التجاري والرشوة والفساد وتفكك الدولة وهناك ظاهرة جديدة لم نكن نعرفها وهي بصدد الانتشار هي الجوع ..في ضواحي تونس العاصمة هناك من يُطلق عليهم اسم “البرباشة” مثلما هو موجود في مصر وهم أناس يعيشون على بقايا الطعام الموجود بالقمامة أي “الزبلة””.
ولفت الى أن لديه ثقة في قوى الخير الكامنة في الشعب التونسي التي قال انها ستنتصر.