الشارع المغاربي: دعت ألمانيا الأربعاء 28 نوفمبر 2018 فرنسا الى التخلي عن مقعدها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، واتهمت باريس بأنها لا تفعل ما ينبغي لتوحيد الموقف الأوروبي ومساندة الاقتراحات لإصلاح الاتحاد الأوروبي. وقال وزير المالية ونائب المستشارة الألمانية أولاف شولتس في خطاب حول مستقبل أوروبا عقد في العاصمة الألمانية: “إذا أخذنا الاتحاد الأوروبي على محمل الجد، فإن عليه أن يتكلم بصوت واحد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.. وفي المدى المتوسط​​، يمكن تحويل مقعد فرنسا إلى مقعد للاتحاد الأوروبي”.

وأضاف الوزير أنه يمكن لفرنسا في المقابل التمتع في المستقبل بميزة استشارية بخصوص كل القرارات التي سيتخذها رئيس وفد الاتحاد الأوروبي، الذي سيشغل هذا المنصب بعد تنازل باريس عنه.

من جهتها اعلنت باريس رفضها الاقتراح الألماني، واعتبر ناطق باسم الخارجية الفرنسية أن بلاده “تأخذ بعين الاعتبار المواقف الأوروبية حين تعبر عن مواقفها”.

وكان شولتس قد استدرك في تصريحه قائلاً إنه يعرف أن مثل هذا المشروع لن يكون سهل التنفيذ وإن ما يعرض حول الميزة الاستشارية لن يكون كافياً لإقناع فرنسا بالتخلي عن مقعدها بين القوى الخمس النووية الكبرى في العالم، الذي حازته مع تكوين المجلس عام 1947 ويمنحها حق الفيتو.

يذكر ان سفير فرنسا بالولايات المتحدة جيرار آرو علّق بالقول إن الاقتراح الألماني “مستحيل قانونياً لأنه يتعارض مع قانون الأمم المتحدة” بالإضافة إلى كونه “مستحيلاً سياسياً”.

ويرى بعض المتابعين أن هذا الاقتراح هو وسيلة يعتمدها المسؤولون الألمان للرد على انتقادات وجهها مؤخراً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمستشارة الألمانية تتهمها بـ”التردد تجاه اقتراحات إحياء المشروع الأوروبي”.

وكان ماكرون قد دعا النواب الألمان إلى الخروج من “الشلل” وتجاوز “المحرمات” في خطاب أمام مجلس النواب يوم 18 نوفمبر 2018.

وتصر باريس بشكل خاص على تعزيز التعاون في مجال الدفاع وداخل منطقة الاورو ، غير إن هذا الموضوع يثير تحفظات كبرى في ألمانيا، لأن برلين تخشى أن تدفع فاتورة البلدان المضطربة في جنوب أوروبا.

يذكر أن ألمانيا ستحتل في جانفي 2019 واحداً من المقاعد العشرة للأعضاء غير الدائمين بمجلس الأمن الدولي، الذين يتم اختيارهم لمدة عامين.