الشارع المغاربي : رغم كلّ الصعوبات والضائقات المالية التي مرّ بها الفريق ولا يزال يواصل النادي البنزرتي بكلّ اقتدار وثبات رحلة صعوده الى القمّة في بطولة الموسم الحالي ليؤكّد من مباراة الى أخرى أن نجاحه ليس مسألة حظّ أو “فورمة” عابرة وإنما نتاج توفّر جملة من العوامل التي مهّدت لهذا النجاح اللافت ومنها قيمة المستوى المحترم الذي يقدمه غالبية اللاعبين وكذلك قيمة العمل الفنّي الذي وفّره الاطار الفنّي للفريق بقيادة المدرّب منتصر الوحيشي الذي نجح نسبيا رغم حداثة عهده بعالم التدريب في وضع بصماته على المجموعة الحالية وترك أفضل الانطباعات في أوّل امتحان جدّي له.
النادي البنزرتي قدّم مستويات رائعة وكان ندا صعبا لكبار القوم وكان بإمكانه تقديم مستوى أفضل لو توفّرت بعض الامكانات خاصة المادية مثلما أكّد مرارا وتكرارا مدرّب الفريق الذي لم يتحرّج من الكشف عن الصعوبات التي اعترضت فريقه في هذا الموسم والتي أثّرت على مردود لاعبيه في مباريات عديدة… ورغم أنّ الوحيشي ظلّ يجتهد في صمت دون إثارة أيّة مشاكل ناهيك وأنّه لم يتحصّل على مستحقاته لأكثر من خمسة أشهر فإنّ ذلك لم يكن كافيا له لتجاوز بعض المضايقات الجانبية والتي تبدو في ظاهرها مشروعة خاصة إذا كانت تحت عنوان تدعيم الأطر الفنّية. نقول هذا الكلام لأنّ العارفين بخفايا الأمور اعتبروا أنّ الخطوة التي أقدم عليها رئيس النادي البنزرتي عبد السلام السعيداني في خطة مدير رياضي للفريق هي أشبه بمحاولة لسحب البساط تدريجيا من تحت قدمي المدرّب الحالي في انتظار تسليم مقاليد الأمور الفنيّة الى المدرّب العجوز. مصادر موثوق فيها أكّدت ان العلاقة بين السعيداني والوحيشي ليست على أحسن ما يرام فالأوّل يرى أن الوحيشي هو المتسبب الأوّل في إهدار عديد النقاط والأخير يعتقد أنّ مماطلة الرئيس وتأخّره في خلاص مستحقات اللاعبين هما السبب المباشر في تراجع مردود الفريق في بعض المباريات وبين هذا وذاك أطلّ يوسف الزواوي برأسه في مركّب الفريق وهي اطلالة ليست بريئة مثلما يعلم الكّل هناك في بنزرت. الزواوي سيبدأ فعليا في ممارسة مهامه والتدخّل تدريجيا في مهام واختيارات الوحيشي وحينها ستتغيّر كلّ المعطيات فإمّا استقالة أو إقالة وهذا ما سيكون على الأرجح.