الشارع المغاربي – قسم الرياضة : حقّق لاعبو النادي الافريقي ما كان مطلوبا منهم في مباراة الاسماعيلي المصري وغنموا نقاط المباراة كاملة بعد فوزهم على الدروايش ورفعوا عدّادهم من النقاط الى عشر نقاط. ورغم أنّ الفريق لم ينجح في تحقيق العبور الى ربع نهائي مسابقة كأس رابطة الأبطال الافريقية فقد خرج الافريقي مرفوع الرأس مستفيدا من صحوة الجولات الأخيرة وتحقيق 7 نقاط كاملة من جملة 9 ممكنة.
على المستوى الرياضي يمكن القول إنّ النادي الافريقي اجتاز المهمّة بنجاح خاصة أنّ المدرّب الفرنسي فيكتور زفونكا واصل تقديم مؤشرات واعد توحي بأنّه مدرّب من الصفّ الأوّل خاصة أنه نجح في ايقاف نزيف اهدار النقاط في مرحلة أولى ثمّ مرّ الى بناء فريق صلب ومتين تمنّع عن الهزيمة لستّ مباريات متتالية غير أنّ الأجواء التي أحاطت بالمباراة لم تساير عناين الفوز بما أن البعض من جماهير النادي الافريقي واصلت كعادتها عزف النشاز وكادت تتسبّب في كارثة في المدارج وخاصة في فيراج الافريقي الذي بات مرتعا لبعض الوحوش الآدمية المارقة على القانون وعلى النواميس والتي تأتي على الأخضر واليابس.
بعض الأفراد المحسوبين على مجموعات النادي الافريقي عاودوا سيناريو العنف الممزوج بالرعب الذي يمارسونه في كلّ مباريات الفريق وأحدثوا حالة من الهرج والمرج في المدراج دفعت قوات الأمن الى التدخّل بنفس الدرجة من الحدة واستعمال الغاز المسيل للدموع الذي أجبر الحكم على ايقاف المباراة في أكثر من مناسبة بما أنّ اللاعبين اختنقوا على الميدان ولم يكن باستطاعتهم مواصلة اللعب وكان بمقدور الحكم انهاء المباراة والتسبّب في معاقبة الافريقي لولا تمهّل الحكم وتدخّل بعض العقلاء.
هذه الفئة من جماهير النادي الافريقي التي تعدّت اليوم على الميثاق الرياضي وعلى حرمة الملعب وعلى حرمة بقيّة الجماهير الحاضرة باتت تشكل خطرا كبيرا على أرواح الناس وعلى الفريق ككل ومثلها مثل بقيّة جماهير الفرق الأخرى التي تأتي نفس الممارسات وتعلي صوت وشعار المجموعات وتنتصر لعمى الألوان على حساب راية الجمعية وعلى حساب المصلحة الوطنية ولا ندري أيّة نهاية لهذا الكابوس الذي بات يشوّه متعة كرة القدم التونسية ويفسد علينا متعة المشاهدة والمتابعة ورونق المباريات بعد أن كانت مثل هذه المواعيد فرصة مواتية للتمتع بأحلى الصور والدخلات فهل من حلّ يقضي على هذه الآفة وينهي العنف الذي يجتاح ملاعبنا ويقتل كلّ شيء جميل فيها…؟