الشارع المغاربي : كشفت مجلة “لوبوان” الفرنسية اليوم الاربعاء 22 ماي 2019 ما قالت إنه السبب الحقيقي لايقاف الخبير الاممي التونسي المنصف قرطاس مؤكّدة أن “السلطات التونسية تعرّضت الى ضغوطات خارجية من أجل الافراج عنه وخاصة من ألمانيا” التي ذكرت”لوبوان” انه يحمل جنسيتها.
ولفتت المجلة في مقال صادر على موقعها الالكتروني اليوم الى أن قرطاس كان يشتغل ضمن فريق من الخبراء على ملف وصفته بـ”الحارق” ويتمثّل في تحقيق كلّفه به الامين العام للأمم المتحدة حول خرق حظر ادخال السلاح الى ليبيا.
وأضافت أن الهجوم الذي أعلنه خليفة حفتر على طرابلس يوم 4 أفريل الماضي أعاد الى واجهة الاحداث الاتهامات الموجهة الى عدة دول بخرق الحظر الاممي على تزويد الفرقاء الليبيين بالاسلحة وخاصة منها دولة الامارات العربية المتحدة وتركيا.
وذكّرت بتصريح للامين العام للأمم المتحدة عبّر فيه عن “انشغاله العميق بسبب العمليات العسكرية الحالية بليبيا والتي قد تغذّيها امدادات خارجية بالسلاح بما في ذلك عن طريق البحر”. واشارت الى وصول سفينة من تركيا الى ميناء طرابلس محملة بعشرات المدرعات لفائدة جيش حكومة الوفاق الوطني والى الدور الذي يلعبه سلاح الجو المصري في تقديم الدعم اللوجستي لجيش خليفة حفتر اضافة الى تدفّق السلاح من الامارات والسعودية.
ونقلت المجلة عن دييغو زوريلا المنسق الأممي بليبيا المقيم بتونس انه للإفراج عن المنصف قرطاس أرسلت الأمم المتحدة من نيويورك ومن تونس مذكرات شفوية للسلطات التونسية وان الضغوطات الديبلوماسية بلغت أوجها يرفع ألمانيا قضية ايقاف قرطاس الى بلدان الاتحاد الاوروبي حتى تتحرّك جماعيا وان ذلك أدى الى “المطالبة بالافراج الفوري وبلا شروط عن قرطاس”.
ونسبت “لوبوان” الى احد الديبلوماسيين قوله ان دول الاتحاد الاوروبي حرصت بالتنسيق مع الامم المتحدة على ان “تترك لتونس بابا للخروج (من هذه الورطة) يسمح لها باطلاق سراح الخبير الذي يحظى بحصانة ديبلوماسية و”الحفاظ على ماء وجهها”.
وتابعت “لوبوان”: ان الجو السائد بتونس ملائم لتوجيه أخطر الاتهامات … وقد ذكرت النائبة عن نداء تونس فاطمة المسدي خلال احدى جلسات مجلس نواب الشعب أن أكثر من 400 جاسوس يقيمون بتونس تحت غطاء الصحافة والتعاون الثقافي” ملاحظة ان هذا الرقم “مذهل” وان اي حدث يتحوّل الى مصدر للريبة والشك مثلما كان الشأن مع ترحيل بعثة تابعة للاتحاد الاوروبي كلفت بتكوين حرس السواحل الليبيين او مع ايقاف طاقم حراسة سفيرة فرنسا بليبيا بمركز حدودي جنوب تونس يتكون من 13 رجلا كانوا مدجّجين بالسلاح”.
وخلصت المجلة الى ان “تغذية مسلسل الاتهامات جعل الاجواء في تونس ثقيلة ومهّد لتوظيف خطر مثل هذه الاحداث على سيادة البلاد توظيفا سياسيا دون ذكر ملف مفاوضات “اليكا” الذي يتم التلويح بأضراره بانتظام… أجواء لخّصها مدير سيغما كونساي حسن الزرقوني بقوله: حاليا الشعور السائد بتونس هو: يضمرون لنا الشر”.