الشارع المغاربي-منى المساكني : اعلان وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي في تصريحه الاول بصفته مترشحا للانتخابات الرئاسية السابقة لاوانها، كان واضحا انه موجه بالأساس لرئيس الحكومة يوسف الشاهد . فالاستقالة ستٌقدم بتنسيق مع رئيس الجمهورية القائد الأعلى القوات المسلحة ، مثلما جاء على لسان الزبيدي وهو العضو في الحكومة .
جاء هذا التأكيد مرفوقا باتهامات وجهها الزبيدي حول حملة قال انها تستهدفه ووصفها بالتشويهية والشرسة والمنحطة والممنهجة وان جهازا كاملا يقف وراءها منها اطرافشدد على أنها تستعمل امكانات واجهزة الدولة ، وطبعا المنطق يقول ان الاتهامات موجهة رأسا للشاهد .
الى ذلك ، اعلان الاستقالة جاء مرفوقا أيضا برسائل موجهة مرة اخرى للشاهد ، فالتشديد على ان القانون لا يفرض عليه الاستقالة وعلى أنه قرر ذلك لتجنب شبهات استعمال موارد ووسائل الدولة في الحملة الانتخابية من منطلق ان هذه الممارسات تمس من شفافية ونتائج الانتخابات واردفها بالتأكيد على أن الاستقالة تمكن من تكافئ الفرص بين كل المترشحين ، وهنا أيضا المقصود هو الشاهد الذي من المنتظر ان يعلن بدوره ترشحه للانتخابات ومن غير المطروح تقديمه الاستقالة للتفرغ لحملته الانتخابية.
ويواصل الزبيدي “تهميش” رئيس الحكومة ، ليبين ان الطامح لرئاسة الجمهورية ملزم بالترفع عن التجاذبات وبأن يكون قادرا على تقريب وجهات النظر بين مختلف الاطراف خلال الازمات .
ومنذ ما يقارب الاسبوع ، كان للشاهد اجتماع مع الزبيدي ، عُقد في خضم تسريبات حول اعتزامه الترشح وتشير المعطيات المتوفرة الى ان هذا الملف لم يطرح بشكل “صريح” خلال اللقاء المذكور وان الزبيدي لم يعلم رئيس الحكومة لا بنيته الاستقالة ولا بموقفه من الترشح لانتخابات 15 سبتمبر 2019 .
ويوم امس ، كان للزبيدي لقاء مع رئيس الجمهورية المؤقت محمد الناصر ، اعلمه فيه باعتزامه الترشح والاستقالة من منصبه .
ويبدو ان الحوار التلفزي الاخير للشاهد ، زاد من التوتر بين الرجلين ، لثلاث اسباب على الاقل ، الاول زعم الشاهد انه هو من اقترح الزبيدي للداخلية ثم للدفاع ، وهو ما تنفه مصادر كانت قريبة من مشاورات تشكيل الحكومة الثانية للشاهد ، والسبب الثاني يتعلق بالرواية المقدمة بخصوص تنظيم الجنازة الوطنية وتشكيك ضمني في دور وزارة الدفاع ووزيرها في ترتيباتها ، والسبب الثالث والاخير مغالطات حول “فترة ما بين 27 جوان الى يوم 27 جويلية 2019” ، من الوعكات الصحية للرئيس الراحل الى جنازته الوطنية.