الشارع المغاربي: دعا النائب بالبرلمان ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية الإيطالية محمد بن صوف والمرشح للانتخابات التشريعية عن حزب تحيا تونس ،الرئيس الايطالي سيرجيو ماتريلا إلى “ارجاع قانون تعتبره ايطاليا حمائيا للبلاد ووقائيا لشعبها إلى السلطة التشريعية”، مطالبا اياه “بعدم ختمه وفق ما يمنح الدستور الايطالي في فصليه 73 و78 من صلاحيات لاقامة علوية الدستور وللحفاظ على أحكامه وانفاذ بنوده”.
واوضح بن صوف في رسالة موجهة إلى ماتريلا نشرها على صفحته على “فايسبوك”، أن “القانون المذكور يتمثل في رفع مرسوم الغرامة المالية على السفن التي تدخل المياه الإيطالية دون إذن من 500 ألف اورو إلى مليون اورو، والترخيص بإعتقال أي قبطان سفينة يتجاهل أوامر الابتعاد عن المياه الإيطالية، ويشرع للقوات البحرية الايطاليّة الحق في مصادرة سفينته بشكل تلقائي،معتبرا أنه “تمشا مخالف للمواثيق والمعاهدات الدوليّة التي أقرتها ايطاليا”.
واعتبر في نفس الرسالة أنه”إجراء مجانب لما جاء في روح الدستور الايطالي من قيم كونيّة ومبادىء انسانيّة والتزام بالقرارات الأمميّة”، مضيفا أنه “إجراء يمثل اليوم خطوة قاطعة نحو معاقبة سفن المؤسسات الخيرية والمنظمات الانسانيّة الناشطة في مجالات إنقاذ الأرواح البشرية العالقة في عرض البحر الأبيض المتوسط وعلى السواحل الايطاليّة، والتي يعود سببها كما تعلمون إلى آفة الهجرة غير النظامية، التي تستهدف بالخصوص بلدي تونس، وغالبيّة دول جنوب البحر الأبيض المتوسط”.
وذكّر بن صوف بأن “ايطاليا كانت أنموذجا أمميّا يحتذى به في الدفاع عن حقوق الانسان وملاذا للاجئين وطالبي الغوث”، مهيبا بالرئيس الايطالي”البقاء على هذا النهج الانساني والذهاب إلى مقاربات أكثر شمولية وانسانية في محاربة الهجرة غير الشرعية التي يتقاسم الجميع هواجس القضاء عليها،حكومات وبرلمانيين ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.
وقال “هذا التوجه يشوش على ما بنيناه معا بخطى ثابتة في مسار القضاء التدريجي على ظاهرة الهجرة غير النظامية من خلال مقاربة أممية وفي إطار تعاون وشراكة فاعلة بيني ومتعدد الأطراف، بين الدول المصدرة والأخرى المستقبلة للمهاجرين من خلال خلق حلول تنموية ومجتمعية تحافظ على الشباب المهاجرين في بلدان منشأهم وتسعى لتحقيف تنمية اقتصادية في دول شمال افريقيا تمكن من خلق فرص شغل لتحسين مستوى العيش فيها من أجل تحويلها إلى بلدان منشأ آمن ومستقر”.
واضاف متوجها بكلامه إلى ماتريلا “أخاطب فيكم الانسان ومحب الحياة وأخاطب فيكم الخبرة والحنكة والتجربة، التي خبرت أن اللجوء للعقاب وتسليطه لم يكن حلاً يوما لأيّة ظاهرة أو أزمة بل كان على مرّ التاريخ سببا في مزيد تأزيم الوضع وتعقيده”، متابعا “أخاطب فيكم صداقتكم لدول جنوب المتوسط وحبكم لشعوبها الحرة الأبية التي ترى في ايطاليا مثالا البلد الديمقراطي التعددي المتسامح الكافل لحقوق الانسان كقيمة ثابتة وحجر أساس في دولة القانون والدستور”.
يُشار إلى أن بن صوف قدم نفسه في هذه الرسالة كعضو باللجنة الدائمة لشؤون الأمم المتحدة بالاتحاد البرلماني الدولي وممثل الجالية التونسية المقيمة في إيطاليا.
