الشارع المغاربي: اعتبر الامين العام لاتحاد المغرب العربي، ووزير الخارجية الأسبق الطيب البكوش أن نتائج الدورة الأولى من الرئاسية التونسية قد سجّلت عقابا جماعيا للطبقة السياسية وجميع الأحزاب التي افرزتها يمينا ووسطا ويسارا .
وفي تقييمه لنتائج الانتخابات الرئاسية كتب البكوش اليوم الاربعاء 18 سبتمبر تدوينة على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك” تحت عنوان “عِبرُ الرئاسية التونسيّة (2019) “
قال من خلالها بالخصوص ان التحاليل التي تناولت اسباب تلك النتائج توفّقت في تشخيص “الأسباب الفرعيّة دون ذكر الأصل الذي يكمن حسب رأيه في انتخابات سنة 2014 والتي كان من المفروض أن تصلح ما أفسدته مخلّفات انتخابات التأسيسي وحكومة الترويكا” وفق رايه .
وأكد أنه من المفروض أن تكون فرصة لتحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي، غير مغشوش، يتمثل في تحمل الحزب الأول مسؤولية تشكيل الحكومة مع من يشاء من الأطراف التي تشاركه في الاختيارات التنمويّة والحضاريّة وأن يتحمل الحزب الثاني مسؤولية المعارضة بعد أن جرّب الحكم أواخر 2011.
واوضح ان “الحزبين الأولين قررا التحالف وتهميش المعارضة باسم التوافق والوفاق الذي هو شكل بديل للحزب الواحد المهيمن علي الحياة السياسيّة، ممّا أدّى ـ حسب رأيه ـ إلى فتح الباب أمام أشكال أخرى من الاستبداد أو التصرفات غير المسؤولة، وضرب الاستقرار الحكومي من جهة والسياسي والنيابي من جهة أخرى.”
وأضاف أن التنكر للوعود باسم الواقعيّة والتلاعب بإرادة الناخبين يجعلهم في نهاية المطاف يفقدون الثقة في الطبقة السياسيّة وأحزابها ويضعونها جميعا ـ بغثها وسمينها ـ في سلة واحدة للإلقاء بها خارج مركز القرار الرئاسي، معتبرا أنّ خيار أغلبية المشاركين في العمليّة الانتخابيّة على ـ ضعف نسبتهم ـ ستكون له ارتدادات تأخذ وقتا يصعب التكهن بمداه خلال العشرية القادمة، وهي أيضا رهينة نتائج الانتخابات التشريعية في الأيّام القادمة ورهينة نوعية العلاقة التي ستكون مع ساكن قصر الجمهورية الجديد وفق تقديره.