الشارع المغاربي-قسم الاخبار: قدم عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع “المقال/ المستقيل” مساء اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2019 “اسرارا” عن اجتماعات عليا على رأس الدولة التأمت صباح اليوم بقصر قرطاج ، وتهمه هو ورئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة يوسف الشاهد .
الزبيدي الذي تدخل اليوم لـ”الشارع المغاربي” ثم على المباشر لـ” موزاييك ” و”الحوار التونسي” ، وفي التدخلين الاخيرين اكد انه اتفق خلال لقاء ثنائي جمعه بسعيد ودام ساعة على التراجع عن الاستقالة والمحافظة على منصبه كوزير للدفاع وانه وافق على البقاء بعد ان اقنعه قيس سعيد بانه سيحاول تقريب وجهات النظر بينه وبين الشاهد مؤكدا ان سعيد غير موقفه 180 درجة بعد ما يقارب ساعة من اللقاء وانه اتصل به على الهاتف ليعلمه بقرار اقالته من منصبه معتبرا ذلك تصرفا خطيرا وانه لا يعقل ان يغير رئيس جمهورية قرارا ويتخذ قرار اخر مخالف تماما للأول في اقل من ساعة.
واكد ان سعيد غيّر موقفه بعد لقاء جمعه برئيس الحكومة يوسف الشاهد وان الخطير انه على مستوى مثل هذه المناصب لا يتم اتخاذ قرارات وقررات مخالفة حول نفس الملف مذكرا بانه لم يطلب شيئا من سعيد وانه هو من طلب منه اللقاء وانه دعاه للبقاء في منصبه وراب الصدع بينه وبين الشاهد وانه قبل ذلك ” ماخذة في الخاطر” وبالنظر الى حسن العلاقة التي تجمعه برئيس الجمهورية.
وتابع ”شخصيا أقول لهم بارك الله فيكم.. عتقتوني.. لكن على الجانب الوطني والسياسي لا يمكن أن نكون في مراكز قرار ونغيّر قراراتنا في ساعة بل نقلبه تماما.. هذا أمر مقلق”.
وإتهم الزبيدي ، رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالوقوف وراء قرار إقالته، قائلا في مداخلته في برنامج موزاييك + اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2019، إنه متأكد تماما أن هذا القرار كان بايعاز من يوسف الشاهد، رغم أن رئيس الجمهورية كان قد عبر له عن رغبته في بقائه ساعة قبل إعلان القرار.
وإعتبر الزبيدي أن ما حصل هو ”تصفية حسابات من الشاهد”، قائلا ”ما يقلقني هو إنقلاب قرارات رئيس الجمهورية 180 درجة بعد ساعة” متابعا ”علاقتي متميزة برئيس الجمهورية الحالي، كنت رئيس جامعة في سوسة حين كان أستاذا يدرس في إحدى الكليات وتجمعنا علاقة 5 سنوات.. كما تربطنا علاقة أسرية.. ولقاؤنا اليوم كان إيجابيا وجددت التذكير باستقالتي فطلب مني البقاء.. لم يكن إنطباعي بأني سوف أقال، ثم فوجئت به يخبرني بأن التحوير الوزاري يشملني”.
وقال الزبيدي انه كان عند كلمته بخصوص رأب الصدع مع الشاهد وأنه اتصل بمدير ديوانه ، ماهر السلامي وبادر بطلب موعد مع رئيس الحكومة في “اطار التهدئة”.
وأبرز ان هناك مغالطات نقلها الشاهد لقيس سعيد ، منها انه رفض حضور اجتماع وزاري عقد يوم امس حول الامطار الطوفانية مشددا على انه لم يتم توجيه الدعوة له للحضور وانه قدم لرئيس الجمهورية أسباب تغيبه عن مجلسين وزاريين فقط الاول بسبب رفضه التداين والثاني لموقفه من مشروع الميزانية الذي نعته بـ”قطوسة في شكارة” .
وأشار الى ان اقالته هي تصفية حسابات من يوسف الشاهد الذي قال انه يقف ورائها بنسبة 5000 في المئة معتبرا ان الاخير حرّ في قراراته واختياراته وان له ان يتصرف مثلما يريد مشيرا الى ان القول ان ضغوطات مورست على قيس سعيد لتغيير رأيه الذي كان مع الابقاء عليه في منصبه سؤال يوُجه الى المعني بالامر.
ولمح الزبيدي الى امكانية ان تكون ليوسف الشاهد حقيبة في الحكومة القادمة داعيا الى تسجيل هذا عليه والعودة الى تصريحاته بعد تشكيل الحكومة القادمة مستهزئا بحوارات اخيرة للشاهد تحدث فيها عن الحكومة القادمة وكأنه غير معني بالرحيل خاصا بالذكر حواره لوكالة “سبوتنيك” الروسية.
واستنكر الزبيدي التركيز على غياباته هو من المجالس الوزارية مؤكدا ان وزراء اخرون تعيبوا اكثر منه وأنه لم يتحدث عنهم احد كاشفا في سياق متصل انه كان يوجه مراسلة عند كل تغيب تتضمن الاسباب التي حالت دون حضوره .