الشارع المغاربي-منى المساكني : لم تترك السلطات التونسية بابا إلا وطرقته لحل مشاكل البلاد، حتى وإن تعلق الأمر بالاعتيادي منها، ولعل آخرها كان سعي وزارة الشؤون المحلية والبيئة للتخلص من مشكل نفايات الهدم والبناء وذلك بالبحث عن عون، على هذا الصعيد، لدى الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في إحدى وكالاتها الرسمية وهي الوكالة الأمريكية للتنمية المعروفة اختصارا باسم “USAID “.

وحضرت، في هذا الإطار، بسمة الجبالي كاتبة الدولة النهضوية للشؤون المحلية والبيئة يوم أمس الجمعة 13 ديسمبر 2019 ورشة عمل حول “وضع منظومة للتصرف المستديم في نفايات الهدم والبناء لمعاضدة المجهود البلدي في مجال النظافة” مع مجموعة من ممثلي برنامج المساءلة واللامركزية وفعالية البلديات – تدعيم – الممول من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية .

وتناهز قيمة التمويل الأمريكي 49 مليون دولار (ما يعادل 130 مليون دينار) وهو يمتد على أربع سنوات بهدف دعم قدرات عدد من البلديات على تحسين جودة خدماتها في مجالات مختلفة أبرزها النظافة وجمع النفايات.

و بينت بسمة الجبالي أن الغرض من عقد ورشة العمل يتمثل في تنظيم ما وصفته بقطاع التصرف في نفايات الهدم والبناء وتقنينه بالإضافة إلى تشجيع القطاع الخاص على الانخراط في المنظومة ورسكلة وإعادة استعمال هذه النفايات وذلك ضمن مشروع متكامل قالت انه تم تقديم نتائج مرحلته الأولى بتاريخ 8 أكتوبر 2019 وانه تم عرض تشخيص لوضع التصرف في هذا النوع من النفايات.

يذكر أن حجم نفايات الهدم والبناء التي تراكمت بالخصوص منذ 2011، عقب بناء ما يفوق ثلث الوحدات السكنية في البلاد تقدر بـ7 ملايين طن (70% من حجم النفايات الجملية) وهي موجودة أساسا في تونس الكبرى و صفاقس و سوسة، علما أن كلفة رسكلة مثل هذا الصنف من النفايات، تصل، وفق تقييمات ودراسات العديد من المتخصصين في الشأن البيئي، إلى حوالي مليار ونصف بما يعادل 0.8% من إجمالي الناتج المحلي الوطني بالأسعار الجارية.