الشارع المغاربي: شدّد رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية خالد الكريشي اليوم الخميس 12 مارس 2020 على ضرورة اتخاذ “اجراءات مُوجعة” للتوقي من انتشار فيروس “كورونا” المستجد والحفاظ على المصلحة العامة وسلامة التونسيين.
وقال الكريشي لدى حضوره اليوم ببرنامج “الماتينال” على إذاعة “شمس أف أم”: “نحن كسلطة رقابية لن نتهاون في مدّ المواطنين بأية معلومة حول فيروس “كورونا” وحتى وان كان خبرا قاسيا ومُرّا وخطيرا فسوف نعلمهم به بكلّ شفافية” وتابع ” لا يجب ان نهوّل الامر ولا أن نبسّطه كذلك…الاجراءات التي تمّ اتخاذها هامّة الا أنّها غير كافية والوضع لا يبتعد عن القلق والرعب والتخوف والهلع ولكنّه لا يبتعد عن الاطمئنان”.
واكّد على ضرورة “وضع أصابعنا على الزناد واعلان الحرب على هذا العدو” في اشارة الى كورونا، قائلا “الحرب تستوجب معدات وآليات وتشريعات …وجميع الموارد المالية والسيادية والاجتماعية والقانونية يجب أن تكون مُجنّدة… من الضروري تجهيز أنفسنا في المرحلة الثانية ومن المنتظر ان نمر الى المرحلة الثالثة وبالتالي علينا التجهيز لها من الآن”.
وأضاف “قد تبدو الاجراءات موجعة لكن علينا تحمّلها والتضحية بقليل من حرياتنا وامكانياتنا ومن تطلعاتنا او من اهدافنا المستقبلية” متابعا “أوّل اجراء هو ايقاف الرحلات الجويّة خاصّة مع الدول التي سجّلت حالات اصابة بالفيروس مثل بلدان الخليج، قطر، البحرين، السعودية، مصر وفرنسا … يجب أن نتخذ بشأنها قرارا صارما وحازما ونفس الشئ بالنسبة للتنسيق مع السلط الايطالية في علاقة بالرحلات القادمة من ايطاليا”.
وبخصوص الاجراء الثاني قال الكريشي “يجب تفعيل أمر جانفي المتعلق بالطوارئ الذّي يخوّل لوزير الداخلية وضع كلّ شخص يُشكّل خطرا على الأمن العام تحت الاقامة الجبرية” مشيرا الى أنّه تمّ تنفيذ هذا القرار منذ 3 سنوات في اطار حملة مكافحة الفساد، مضيفا “اذا كان شخص يحمل الفيروس ويتجوّل من مكان الى آخر فهذا غير مقبول وأدعو كلّا من وزير الداخلية ورئيس الحكومة الى تفعيل الأمر”.
وواصل “يتمثّل الاجراء الثالث في منع كلّ مشتبه به من السفر في حالة كانت نتيجة التحليل ايجابية وهذا لا يُعدّ مسّا من حريته لأنّها مسألة أمن قومي وحفاظا على المصلحة العامة وهي قبل المصلحة الخاصة… عليه الوعي بأنّه بصدد الاضرار بنفسه وبعائلته وبصحة التونسيين” مضيفا “يجب كذلك ايقاف كلّ التظاهرات والتجمعات السكانية والبشرية الكبرى مثل المباريات الرياضية لأنّه يجب الاستعداد للبلاء قبل وقوعه”.
وبخصوص رواج تسجيل صوتي على وسائط التواصل الاجتماعي لامرأة بثت عبره حالة من الفزع ودعا المواطنين الى الاستعداد للوضع الكارثي القادم على حدّ تعبيرها وتخزين مواد غذائية ، قال الكرشي “سيتم التعرف عليها… اثارت بلبلة وبثت الخوف في صفوف التونسيين وهذا مرفوض تماما لأنّه في هذه الظروف من الفروض ان نكون كلّنا يدا واحدة ونتجاوز خلافاتنا واختلافاتنا وحتى الانقسامات الموجودة ولا فرق الآن بين باردو وقرطاج والقصبة، لا سلطة ولا معارضة” متابعا “كلّنا متحدون يدا واحدة ومتوجّهون سويا لكتابة رواية الحب في زمن كورونا”.
ودعا الكريشي المواطنين الى عدم الانسياق وراء الاشاعات والاقاويل والى الثقة في المؤسسات الرسمية وفي الحكومة وفي وزارة الصحة ومؤسسات الاعلام.