الشارع المغاربي-قسم الاخبار: أكّد وزير الصحّة عبد اللطيف المكي اليوم الخميس 28 ماي 2020 أنّ شرب مياه غير صالحة للاستهلاك هو السبب الرئيسي وراء تسجيل اصابات بالحمّى التيفية بولاية قبلي وإصابات بـ”البوصفير” بولاية قابس معبّرا عن أسفه الشديد لوجود نقائص بمنظومات المياه والتطهير  قال انها تتسبب في مثل هذه الأمراض مبرزا أنّ الوضع تحت السيطرة وأنّ وزارة الصحّة اتّفقت مع كلّ من وزارة البيئة ووزارة الفلاحة على اتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الشأن.
وشدّد المكّي خلال نقطة اعلاميّة عُقدت اليوم بمقرّ وزارة الصحّة على أنّ الصحّة تقترن بإستراتيجية أفقيّة قائلا “لا تتمثّل الصحّة في الأدوية والحقن والاقامة بالمستشفيات والعمليات الجراحية وانما الصحّة أوسع من ذلك بكثير فهي طريقة عيش ومياه نظيفة وتصريف صحّي للمياه وهواء نظيف وتغذيّة سليمة… تساهم كلّها في إحداث علاقات اجتماعية مريحة بعيدا عن التوتر والاكتئاب والضغط واستهلاك أدوية الأعصاب”. 
واضاف “وباء الحمّى التيفيّة  في قبلي اليوم والبوصفير في قابس ناتجان عن مشكلة المياه سواء التي تُصرّف او التي تشرب وهذا وضع موروث والعلاج الحقيقي هو معالجة وضع مياه الشرب أو مياه الفضلات “.
وتوجّه الوزير بالشكر لادارات وإطارات وأعوان المنظومة الصحيّة بقبلي الذين قال إنّهم “تكفّلوا بكلّ المرضى للعلاج”مضيفا” والحالات الحمد الله ليست خطيرة بل بين متوسّطة وبسيطة وتمّ اكتشافها على عين المكان ولم ينقل أصحابها الى مستشفيات كبيرة جامعيّة أو غيرها بل أنّ الاطباء المحليين اكتشفو االمرض ونبّهونا إليه وجاء وفد منهم يوم السبت الماضي هنا للاتفاق على استمرار معالجة هذا الوباء والوضع متحكّم فيه حتى لا يأتي علينا وباء آخر “. 
وجدّد المكّي تشديده على ضرورة وأهميّة معالجة المياه سواء في قابس او بقبلي، قائلا ” الانسان ان لم يجد مياه صالحة للاستعمال فإنّه يلجأ الى مصادر أخرى مثل المواجل والباعة المتجوّلين الذين من بينهم من يحترم القواعد الصحية.. لأنّ الانسان لا يستطيع البقاء دون مياه ومن هنا تأتي الاشكالات ونتذكّر بعد الثورة مباشرة عندما كثر الربط العشوائي بين القنوات المائية واصبح الماء لا يتدفّق حتى أخر المسار والانبوب وتمّ ربط أنبوب مخصص لـ 100 فرع بـ 200 وبالتالي ضعف الضغط وشرع الناس في استعمال مياه غير سليمة وتم اَنذاك تسجيل اصابات كثيرة بالبوصفير في الكثير من الجهات وحتى في ولايات قريبة من العاصمة”. 
يُشار الى أنّه تمّ مؤخرا تسجيل 46 إصابة بمرض الحمّى التيفيّة بولاية قبلي و62 إصابة بـ”البوصفير” بولاية قابس.