الشارع المغاربي: أكّد القيادي في قلب تونس عياض اللومي اليوم الإثنين 10 أوت 2020 أنّ الحزب لم يتخّذ قرارا نهائيا بعد حول ملامح الحكومة المرتقبة وحول ان كان يريدها حكومة سياسية أو حكومة كفاءات أو تكنوقراط مضيفا “والدليل على ذلك أنّنا لم نصدر بيانا لأننا مازلنا نفكر باعتبار أنّ المعادلة صعبة”.
وقال اللومي خلال حضوره اليوم ببرنامج “يوم سعيد” على الإذاعة الوطنيّة “بعد لقاء رئيس الحزب ورئيس الكتلة مع المشيشي، عقد المكتب السياسي اجتماعا والموضوع واضح في ذهننا ونحن نتوسّم خيرا في المشيشي وهو كفاءة وقد اكتشفنا عبر تعاملنا معه في مجلس نواب الشعب انه انسان شعبي وأنّ له العديد من الاصدقاء”.
وتابع “الوضع مُعقّد ولن نفرض شروطا ولكننا ايضا لن نستبق الاحداث والباب مفتوح ونحن نتحدّث مع المشيشي ونرجو ان يطلب لقاءنا مرة اخرى وان يكون النقاش خاصة حول البرامج ولدينا توصية أساسية وهي ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة مهما كان لونها”.
واضاف “المشيشي معروف بأخلاقه الطيبة وبتواضعه وحتى في عمله بوزارة الداخلية كان فعّالا في حل المشاكل التي ذهبنا اليه بخصوصها… هناك تواضع وعقلانية على خلاف التجارب الاخرى التي صنفت المشهد السياسي معارضة وحكومة…المشيشي أصغى الينا واعطانا حقنا البروتوكولي لأننا في نهاية المطاف الكتلة الثانية”
وأوضح اللومي “خلافنا ليس مع هشام المشيشي وانما مع طريقة تعيينه التي خرجت عن كل المشاورات التي نص عليها الدستور ومع احترامي لرئيس الجمهورية أصبح الموضوع وكأنه امتحانا كتابيا عبر بعث مراسلة واليوم أعاد سعيّد نفس تمشي تعيين الفخفاخ ولكن بأكثر حدّة وكان اجراء شكليا … ارسلنا له مراسلات وكان هناك اشخاص من الذين لديهم أغلبية مثل خيام التركي والفاضل عبد الكافي ومع ذلك تركهم جانبا واختار المشيشي”.
واعتبر أنّ رئيس الجمهورية خرق الدستور وفقا لقراءته الخاصة قائلا ” ولو كانت لدينا محكمة دستورية والمؤسسات مكتملة لكانت الامور اكثر جدية وربما كنا طعنّا في قراره ولكن التاريخ يسجل كذلك…لا اتمنى للمشيشي نهاية الفخفاخ “.
وشدّد على أهمية البرلمان متسائلا “كيف ستمرر القوانين وليس لك اغلبية في البرلمان ؟ “.
وبخصوص اتهام اطراف سياسية قلب تونس بالتحالف مع حركة النهضة قال اللومي “الاطراف الاخرى في الحكم وخصوصا حركة الشعب والتيار الديمقراطي، يتهموننا بالتحالف مع النهضة وكأنّها جريمة بينما نحن في المعارضة وليس لدينا وزراء ولا مدراء عامين ولا ولات ولم نأخذ سيارات…نصوت على القوانين حسب وجداننا فكيف سنكون متحالفين مع النهضة ؟ وبالنسبة للائحة سحب الثقة فهذا موضوع آخر “.
وتابع “لدى البرلمان خلاف مع رئيس الجمهورية…هل يعقل ان لديك اليوم رئيس حكومة مؤقت او مكلف بتسيير الاعمال ولديك رئيس حكومة مكلف بتشكيل الحكومة ؟ هناك فراغ ومن غير المعقول اضافة فراغ آخر في البرلمان” في اشارة الى لائحة سحب الثقة من الغنوشي، مضيفا “وبالتالي التقصير موجود لدى الطرف الآخر (حركة الشعب والتيار الديمقراطي) لأنّ ما وقع هو ابتراز…ما صححتش معانا اذن انت مع النهضة…والهدف من هذا الكلام هو بروباغندا سياسية وهناك طرف آخر من مصلحته هذه الوضعية لانه المستفيد من ترذيل البرلمان وهو الحزب الدستوري الحر ما عدا بعض الاشخاص”.
وأكّد “الوضع معقد والمكلف بتشكيل الحكومة في حد ذاته لم يجد حلولا ويقول في تصريحاته انه وجد نفسه امام تناقضات سياسية كبيرة وفي نفس الوقت عليه تشكيل حكومة بسرعة وتحقيق انسجام بين رأسي السلطة وبالتالي المشيشي اليوم امام تناقضات …عليه أن ينسجم مع البرلمان ومع رئاسة الجمهورية”.
وتساءل اللومي “كيف سيُشكّل حكومة سياسية وهو تكنوقراط جاء من الادارة ؟” متابعا “هذا شرف لنا والكفاءات العليا من الادارة هم من انقذوا البلاد منذ 2011 ونرى أنّ هناك تدخلا كبيرا من قصر قرطاج ويريد ان تكون له الكلمة العليا في تكوين الحكومة”.