الشارع المغاربي: استحضر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدى تطرقه في خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضي 2 اكتوبر الجاري بضاحية لي ميرو الفقيرة بباريس الى الاجراءات المزمع اقرارها ببلاده لمحاربة ما أسماه بالنزعة الانفصالية الاسلامية، النموذج التونسي للدلالة على ما اعتبره تغير النظرة للإسلام وطرق ممارسته وفهمه.
وبعد أن اعتبر ان الاسلام يعيش اليوم أزمة في كل انحاء العالم، أزمة وصفها بالعميقة مشددا على أنها «على علاقة بتوترات بين اصوليات وبرامج دينية وسياسية تقود في كل مناطق العالم الى التشدّد بما في ذلك دول يمثل الاسلام دينها الرسمي ويعتنقه فيها أغلب السكان» تناول ماكرون مثال تونس التي وصفها بالدولة الصديقة لافتا الى أن “تونس كانت أفضل قبل 30 سنة” والى أنّ “نظرة التونسيين للاسلام وطرق فهمه وتطبيقه كانت قبل 30 سنة مغايرة جذريا لما هي عليه اليوم رغم أن التونسيين يُعتبرون شعبا مثقفا ومتعلما”.
وقال ماكرون إنّ التوترات التي تعيشها بلاده اليوم هي نفسها الموجودة بتونس خالصا الى ذلك يعكس ازمة يعيشها الاسلام في كل مناطق العالم قال انها تأخذ تمظهرات ورغبات نعتها بالراديكالية وبأن هدفها هو تدمير الآخر.
واستشهد الرئيس الفرنسي بتنظيم دولة الخلافة في بلاد الشام مؤكدا أن بلاده حاربته هناك وأنها تحاربه اليوم في منطقة الساحل بافريقيا.
واضاف ان تدخلات ونفوذ اطراف خارجية لم يسمها لعبت ايضا دورا في بروز وانتشار الراديكالية الاسلامية وتنظيمات سياسية ودينية وحتى خاصة مؤكدا ان بلاده ما كانت لتعرف مدّ الاسلام الراديكالي لو لم تتغاض عنه وتقبل بوجود جمعيات اسلامية.
وختم ماكرون هذا الفصل من خطابه قائلا : “تحوّلت الوهابية والسلفية والاخوان المسلمين الى تعبيرات ماكرة تحمل رسائل تؤمن بإلغاء الآخر نتيجة تنظير راديكالي متطرف وطالت بلادنا بعدما كانت في بداية ظهورها حركات مسالمة”.