الشارع المغاربي: تساءل زياد غناي النائب عن التيار الديمقراطي وعن الكتلة الديمقراطية اليوم الخميس 21 جانفي 2021 عن سبب غياب رئيس الحكومة هشام المشيشي يوم أمس عن الجلسة العامة التي خُصصت للتداول في الوضع العام للبلاد والاحتجاجات وأحداث الشغب الأخيرة ، متهما اياه بالتهرب من المواجهة .
وقال غناي خلال حضوره اليوم بإذاعة “ديوان أف أم” حول التعاليق عن التداول في الشأن العام : “اذا تحدثنا عن الاحتجاجات يسمون ذلك ركوبا على الأحداث واذا لم نتحدّث يُقال إننا غير منشغلين بمشاكل التونسيين ..التفاعل مع العملية في صلب ومحور العملية السياسية…مهم ان يكون السياسي موجودا ويتحدث في هذا الموضوع بعمق وبفهم خصوصا اننا في رمزية 10 سنوات بعد الثورة وفي مخيلة الناس ما الذي تطور وما الذي بقي على حاله وما الذي تراجع وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه هو اين رئيس الحكومة ؟ لو كان هناك يوم واحد يجب على رئيس الحكومة ان يكون خلاله حاضرا فهو قطعا يوم أمس خلال الجلسة العامة” متوجها يالسؤال للمشيشي “هل لديك دولة اخرى تحكمها ؟”.
وأضاف “الوزراء الذين حضروا … وزير الدفاع ..لا افهم لماذا حضر؟ ان يكون المشيشي غير حاضر تماما فهذا غير مقبول وبالاضافة الى ذلك هو وزير الداخلية بالنيابة…هذا رئيس حكومة يتهرب من التصريح وتصريحاته الاعلامية يقرأها من الورقة وطريقة تواصله ضعيفة جدا ..هو غير سياسي في منصب وفي سياق سياسي بامتياز “.
وعاد غناي على احتجاجات السترات الصفراء بفرنسا قائلا “توجد مقارنة بسيطة جدا …احتجاجات السترات الصفراء…9 أشهر…وضعية المواطن الفرنسي أفضل بكثير من وضعية المواطن التونسي …كانت احتجاجات قوية ووقع خلالها تخريب وتهشيم وأحداث عنف ..ماذا فعل الرئيس الفرنسي في نظام رئاسي ؟ قام بما يسمى le grand débat…تمّ فتح نقاش واسع مع كلّ الأطراف مع الأحزاب وغيرها لاجراء حوار سياسي امام العلن “.
وواصل “بينما نحن لدينا رئيس حكومة يقرأ ورقتين …اللحظة أكبر منه والمنصب أكبر منه …الواقع الذي يتطور يحتاج من السياسين جميعا تقييما شاملا ومن المفروض أن ينطلق الحوار الحقيقي في المجتمع ..فكيف يكون حوار غائب فيه رئيس الحكومة وللأسف بنية الهروب ؟ “.
وحول اعتصام الكتلة الديمقراطية قال غناي “أحيانا تتسلل بعض المجموعات المتطرفة …هتلر صعد في وقت من الاوقات بالديمقراطية ..اخطر من وجدوا في الحزب النازي صعدوا في الانتخابات …وهدفنا هو عدم ارتكاب نفس الخطأ الالماني والفاشية الحقيقية (في اشارة الى كتلة ائتلاف الكرامة) يتم عزلهم ولهذا حاربنا واعتصمنا لأكثر من شهر ودخلنا في اضراب جوع ليبقى موقف المجلس مبدئيا رغم اننا نعرف ان هناك حسابات قوية بين رئيس المجلس وبين هذه الجماعة”.
وتابع “ناضلنا لأكثر من شهر نضالا سلميا في اعتصام من اعلى درجات السلمية وفي تجاهل تام ورغم ذلك دخلنا في اضراب جوع وكان بامكانه ان يكلفنا صحتنا ..حق الاختلاف هو حق دستوري ..ومهم جدا ان اواجه وانتقد سياسات في العمق بقوة ..الطريقة التي يتعامل بها هذا الطرف (ائتلاف الكرامة) عمرو ما كان خطاب التيار الديمقراطي وانا متمسك بهذا التوصيف وكنت اقوله ..هو قراءة تاريخية لتجارب بلدان مقارنة”.