الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: أفرزت نتائج مسح ميداني للمرصد الوطني للرياضة الراجع بالنظر لوزارة الشباب والرياضة والإدماج المهني نَشَرها مؤخرا حول الممارسات الرياضية والبدنية أن 83,2% من التونسيين لا يمارسون الأنشطة الرياضية والبدنية فضلا عن عدم توازن ملحوظ في خارطة الممارسات الرياضية والبدنية بين مختلف جهات البلاد.
وتمت التوصية في سياق ما ورد من نتائج للمسح بضرورة التدخل العاجل للترفيع في نسبة الاقبال على ممارسة الرياضة وترسيخها لدى كل الفئات لما لها من انعكاسات إيجابية على الصحة ومساهمتها في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي وذلك عبر ضبط استراتيجية واضحة لإعادة توزيع واحداث المنشآت الرياضية بمختلف ولايات الجمهورية بالتوازي مع العمل على إحداث ملاعب وقاعات أحياء للزيادة في نسبة ممارسي الأنشطة الرياضية.
وشددت النتائج على وجوب استهداف أقاليم تونس الكبرى ومناطق الشمال والجنوب الغربي بشكل خاص باعتبار انها تشهد نسب إقبال ضعيفة على ممارسة الرياضة على غرار ولايات الكاف وسليانة وقفصة التي لا تتعدى فيها النسبة 3 %.
ويعود ذلك حسب المرصد الوطني للرياضة الى النقص الكبير في المنشآت والفضاءات الرياضية بهذه الجهات أو تواجدها على مسافات بعيدة من السكان مما يفسر العزوف الكبير على الإقبال على ممارسة الأنشطة الرياضية.
وعلى هذا الاساس جرى التأكيد على اهمية التدخل لفائدة الجهات التي تشهد نسب اقبال ضعيفة على ممارسة الرياضة عبر احداث اختصاصات رياضية جديدة بها والتشجيع على بعث جمعيات لتأطير الشباب والعمل على دعم الرياضة النسائية في مختلف الجهات حيث أثبتت نتائج المسح أن 88,1% من النساء لا يمارسن الرياضة نظرا لعدم توفر جمعيات مختصة في الرياضات النسائية .
وجاء كذلك في نتائج المسح ان أسباب عزوف التونسيين عن ممارسة الرياضة تتمحور خصوصا في مشكل الضغط الزمني بدرجة أولى بنسبة 18.7% وان ذلك يحول حسب آراء المستجوبين دون تمكينهم من أوقات كافية لممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية.
كما يفسر ذلك حسب المرصد الوطني للرياضة بالتوجه نحو أنشطة بديلة على غرار الألعاب الالكترونية والإبحار على الشبكة العنكبوتية بنسبة 14,3% مقابل تراجع في الإقبال على الأنشطة الرياضية والثقافية كالمسرح والسينما والمطالعة التي أكدت نتائج المسح انها تتراوح بين 0.8% و2.9%.
وتمت الاشارة ضمن الاسباب الى ارتفاع كلفة ممارسة الأنشطة الرياضية خاصة في ظل انتشار الأكاديميات والقاعات الرياضية الخاصة المكلفة اضافة الى عدم وجود فضاءات رياضية مهيأة او تواجدها على بعد مسافات كبيرة من السكان بما يتطلب العمل على نشر رياضة القرب.
وتم التطرق الى صعوبة مسالك الانتداب في مجال التربية البدنية والتنشيط الرياضي خلال السنوات الأخيرة والاشارة الى ان ذلك أدى الى عدم توفر مختصين في الفضاءات الرياضية وغياب الأنشطة الرياضية داخل المؤسسات التربوية بما يفسر تراجع نسبة ممارسة الرياضة لدى الأطفال الى حدود 11% حسب نتائج المسح الذي شمل قرابة 5000 أسرة ممثلة لكل الأصناف المهنية والاجتماعية والفئات العمرية بكل ولايات الجمهورية.