الشارع المغاربي: لم ينف الاميرال المتقاعد كمال العكروت مستشار الامن القومي للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي اليوم الاربعاء 26 ماي 2021 اقتحامه غمار السياسة من منظور ان السياسة هي الشأن العام مؤكدا انه دخل غمار السياسة لان الوضع في تونس “ما يفرحش” ويجعل كل مواطن غيور على بلاده يسعى لتقديم اضافة ومساعدتها .
وقال الكعروت خلال مداخلة له في برنامج ميدي شو على اذاعة “موزاييك” ان ربع سكان البلاد اصبح اليوم تحت خط الفقر وان البعض يقتات من المزابل وان 100 الف تلميذ يغادرون مقاعد الدراسة كل سنة وان عدد هم بلغ في ظرف 10 سنوات مليون شاب في غياب استراتيجية واضحة من الدولة معتبرا ان من واجبها ان تفكر في مستقبل شبابها الذي لم يعد يفكر في غير الحرقة.
وشدد العكروت على انه ليس ناطقا رسميا باسم المؤسسة العسكرية وعلى انه انه فخور بالانتماء اليها طيلة اكثر من 40 سنة ويحمل صفة الاميرال مثلما يحافظ الدكتور او الاستاذ على صفته بعد التقاعد لافتا الى انه ليس له خلفية اخرى من خلال حفاظه على لقب الاميرال.
واكد ان من حقه كمواطن العمل في السياسة والانشغال بوضع البلاد مبرزا ان العمل السياسي ليس امتيازا لزيد او لعمرو وان ابسط قواعد المواطنة هي المشاركة في عملية انقاذ البلاد مضيفا “نحن الان في عملية انقاذ ولما تشاهد بلادك في الوضعية التي هي عليها الان دون ان تحرك ساكنا فكأنما لم تنجد بلادك وهي في خطر..”
واشار الى ان نتائج عمليات سبر الاراء الاخيرة اكدت عدم رضاء ما بين 85 و90 بالمائة من التونسيين على الوضعية الحالية والى انهم يعتبرون ان البلاد تسير في الطريق الخاطىء لافتا الى ان العديد من “الوطنيين” الذين تحدث معهم يعتبرون ان المنظومة الحالية اوصلت البلاد للفشل الذي هي عليه الان والى ان الطبقة السياسية الحالية عاجزة عن اخراج البلاد من الوضع الذي تردت فيه .
واضاف ان ابسط قواعد الديمقراطية هي سيادة الشعب وان للشعب الكلمة الاخيرة مبرزا ان العلاقة بين الناخب والمنتخب تقوم على نوع من العقد وانه من حق الشعب في بعض الاحيان تصويب البوصلة.
واوضح ان تصوره للانقاذ في هذه المرحلة يتمثل في دعوة الطبقة السياسية والمواطنين والمنظمات الى الجلوس للبحث عن حلول لاخراج البلاد من الوضعية التي تردت فيها.
وقال ان البحّار الفاشل هو الذي لا يقرأ حساب العواصف القادمة وان هذه المقولة تنطبق على السياسي محذرا من ان الفرصة قد لا تتوفر غدا ومن ان ثورة جياع قد تقوم وتتحول الى عنف ..
واشار الى ان عدم انتمائه لاي حزب او حركة يمكنه من مرونة في التحرك والى ان العلاقات الطيبة التي تجمعه ببعض الاحزاب تجعله قادرا على التجميع مشددا في نفس الوقت على ان ذلك لا يعني الزعامة .
وفي رده على سؤال عما ان كان يرغب في اعادة سيناريو ما حصل سنة 2013 واستنساخ تجربة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي مع نداء تونس اجاب العكروت بالقول : “ان الوضع وقتها ليس الوضع اليوم” مستدركا ” ..لم لا …؟” مؤكدا ان ذلك افضل من حصول ثورة جياع قال انها ان حدثت ستأتي على الاخضر واليابس مضيفا ان غايته خلق ديناميكية جديدة وانه لا يعتبر نفسه منقذا مشددا على انه خدم البلاد باخلاص طيلة سنوات وعلى ان من واجبه وواجب كل مواطن مواصلة خدمة بلاده في مثل هذه الظروف.
واعتبر انه من الافضل توخي سيناريو 2013 وتشكيل حكومة كفاءات وتركها تعمل لمدة عامين بعيدا عن منطق المحاصصة على ان يتم الاشتغال في الاثناء على منظومة الانتخابات التي اوصلت البلاد لما هي فيه الان مشددا على ان ذلك سيسمح باعادة الثقة ويجعل السياسة نظيفة وعلى ان البلاد تزخر بالكفاءات مضيفا ان من يعمد للشتم هو من يشعر ان مصالحه مهددة.
واكد ان البلاد استنزفت في السنوات الاخيرة مئات الالاف من المليارات من قروض واعانات دون ان يصل المواطن الشيء الكثير مُقدرا المبالغ بنحو 100 الف مليون دينار في ظرف 10 سنوات قال انه كان من المفروض ان تذهب للبنية التحتية والاستثمارات مستنكرا حالة التسول التي اصبحت تمارسها الحكومة مؤكدا ان تونس التي كانت مثالا يحتذى به اصبحت مسخرة .
وحول تصنيفه برجل الامارات استنكر العكروت مثل هذه التصنيفات التي قال انها تعددت لدى خصوصه وان هناك من يلقبه ايضا برجل امريكا لافتا الى انه كان في الامارات سنة 2013 والى انه خدم الدولة ومثلها احسن تمثيل عندما كان ملحقا عسكريا في سفارة تونس بالامارات والى انه درس في الولايات المتحدة الامريكية وانه يتحدث الالمانية وان ذلك لا يعني مثلا انه رجل المانيا.
وعن الاطراف الموجودة اليوم ضمن فريقه والتي كانت سابقا في نفس فريق مصطفى كمال النابلي عندما ترشح للانتخابات الرئاسية سنة 2014 ، قال العكروت ان لا مشكل لديه مع اي طرف .اما عن علاقته برجل الاعمال المثير للجدل كمال اللطيف فقد شدد على انه لم يقابله ولو مرة واحدة في حياته وانه يتحدى من يقول العكس .
اما عن الجدل مع رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي التي قال انها سبق ان نعتته برجل امريكا فقد اعتبر ان ما يجمعه بها اكثر مما يفرقهما وانهما يتقاطعان في 80 في المئة من الافكار والرؤى .