الشارع المغاربي: اكد الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان اليوم الخميس 3 جوان 2021 ان اشهر جوان وجويلية واوت ستكون صعبة جدا مذكرا بان تونس ستكون مطالبة بتسديد مستحقات كبيرة تبلغ 4500 مليار او 4.5 مليار دينار فقط وانما ايضا تسديد جرايات الموظفين المقدرة ب1700 مليار في الشهر اي 5100 مليار في 3 اشهر بالاضافة الى النفقات العامة للدولة ونفقات صندوق التعويض لافتا الى ان مجموع المبالغ التي ستكون مستحقة في ظرف 3 اشهر يتراوح بين 11 و12 مليار دينار.
وقال سعيدان خلال مداخلة له على اذاعة “شمس اف ام” ” لا نرى من اين ستاتي كل هذه الاموال الى حد الان” مضيفا :” من ضمن المداخيل المتوقعة لم نر غير المداخيل الجبائية والتي تعطلت بدورها طيلة شهر كامل تقريبا وعادت الان ولكنها تبقى بعيدة كل البعد عن المبالغ المطلوبة”.
وابرز ان الودائع التي كثر الحديث عنها بمناسبة زيارة رئيس الحكومة هشام المشيشي الى ليبيا او الى قطر قد تساعد على”تنفيس” المالية العمومية ان صحّت.
واستدرك” لكن الحقيقة انه طالما لا توجد بيانات رسمية من رئاسة الحكومة عن نتائج واهداف زيارات رئيس الحكومة سواء الى ليبيا او الى قطر فان كل ذلك الحديث يصبح من قبيل المزايدة” مستغربا من عدم توخي الحكومة الشفافية مع الشعب متسائلا عن سبب ذلك.
وذكر سعيدان بان تونس مطالبة بتسديد مبلغ 16.3 مليار دينار اجمالا حسب ميزانية 2021 وبان هذا المبلغ غير مسبوق لافتا الى ان الميزانية تضمنت ايضا ان تونس في حاجة الى تعبئة 18.7 مليار دينار من القروض الاضافية الجديدة منها 13.5 مليار دينار من الخارج.
واكد ان تونس تحتاج في حقيقة الامر الى 23 مليار دينار على الاقل باعتبار ان الميزانية بُنيت على سعر برميل النفط بـ 45 دولارا مشيرا الى ان سعره الان في حدود 71 دولارا.
واضاف ان كل دولار اضافي يكلف ميزانية الدولة تقريبا 120 مليون دينار.
وابرز ان حاجات الدولة لتعبئة كل تلك الموارد قد تدفعها ربما الى اعتماد “الحلول المتطرفة” مثل التمويل المباشر من البنك المركزي معربا عن اسفه لعدم اعتماد هذه الالية في الوقت المناسب لما كان الاقتصاد في وضع الجائحة في السنة الماضية معتبرا ان الخوف من التضحم المالي في تلك الفترة كان في غير محله وانه لم يكن هناك خطر من التضخم حسابيا مؤكدا ان التضحم الحقيقي يتهدد البلاد في الوقت الراهن.