الشارع المغاربي: قال نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم السبت 26 جوان 2021 أنه” كان ينتظر كل شيء الا ان تصبح مؤسسات الدولة بهذا الوضع المقرف” مؤكدا على ان “الوضع لم يعد يُحتمل” وعلى انه “لا يمكن لأحد جر الاتحاد الى المربع الذي يريده”.
وحذّر الطبوبي من “انخرام الوضع في تونس” معتبرا انه ستكون لذلك “تداعيات سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي” مشيرا الى ان الاتحاد “لن يسمح بذلك” مشددا على ان للاتحاد “قوة اجتماعية ضاربة لا يُستهان بها ” وعلى ان “كل الاطراف تعرف ما معنى ان ينزل الاتحاد للشارع بقواه التقدمية والمدنية وبعماله “.
وقال في تصريح صحفي على هامش افتتاح مؤتمر الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي :”من البديهيات على كل سياسي محنك ومسؤول عن شؤون الدولة عند الازمات او عند وجود تعقيدات ان يجمع كل الاطراف المعنية من أجل الاصلاح وليس التوسط”
وتساءل “ما هو مفهوم الوساطة؟ ..الوساطة بالنسبة لي هي عندما تتشاجر الزوجة مع زوجها ويكون هناك وسيطا للاصلاح بينهما..نحن نتحدث هنا عن دولة وليس عن شيء آخر..انا لا أؤمن بمفهوم الوساطات ..هذا الكلام مردود على أصحابه …يريدون التقاط الصور وشاهدنا نفس الخطابات تعاد ..سمعنا أخيرا ان اللقاء بين أجهزة الدولة شيء استثنائي وهذا من الغرائب وبالامس شاهدنا تصريحات مخالفة للتي شاهدناها قبل ايام في وسائل الاعلام ..بصراحة كنت أنتظر كل شيء الا ان تصبح مؤسسات الدولة بهذا الوضع المقرف”.
واضاف “العالم الافتراضي والمفتوح لا يليق بتونس الاستقلال وتونس التي ضحت من أجلها أجيال واجيال وعوض التقدم تأخرنا وأصبحنا في خضم مناكفات ومهاترات …نلوم المواطن العادي على أخطاء بسيطة ..أين هم المسؤولون الذين من المفترض ان يكونوا هم القدوة في الدولة وداخل الاحزاب؟ …ترون اليوم ما يحدث من مظاهر عنف لفظي ومادي ومناكفات ومهاترات وهتك اعراض وشتم ونلوم المواطن العادي ؟ الوضع لم يعد يُحتمل ولن يجر احد الاتحاد الى المربع الذي يريده ..للاتحاد مؤسسات ورؤية وليس كل شيء يقال في العلن وما استطيع تأكيده هو ان الاتحاد يوازن بين دوره الاجتماعي ودوره الوطني”.
وتابع “طلبنا منهم اما ان يحكموا البلاد ويحافظوا على الامانة التي أعطاهم اياها الشعب او ان يعيدوها الى أصحابها ..اذا اختلفوا على نظام حكم او نظام سياسي أو قانون انتخابي واحتد الصراع لا يجب اهمال الدولة كما يحدث الان ..الدولة تنهار من يوم الى يوم ..وضع وبائي كارثي …هجرة غير شرعية والاخطر انه لم يعد للمواطنين ايمان ببلادهم …نحن لسنا معمل دهن لنبيّض صورة أي كان ولا يمكن لاحد ان يزايد علينا في عقلية الممارسة الديمقراطية او التقدمية أو الفكر التنويري …وضع البلاد وصل الى مستوى خطير وخطير جدا ولذلك قدمنا مبادرة الحوار باعتبارنا “أصحاب باي في البلاد ” ولسنا وسطاء بين أية أطراف ..الاتحاد شريك اساسي ووُجد قبل دولة الاستقلال وسيبقى قوة خير وقوة اقتراح وبناء ..لنا مؤسسات وهياكل وسندرس في الايام القليلة القادمة مستجدات الوضع السياسي وما سيصدر عن الهياكل سنعمل كقيادة على تجسيمه بطرق عقلانية ومسؤولة”.
وعن امكانية سحب المبادرة من رئيس الجمهورية قال الطبوبي :” نتحدث عن مبادرة ..قدمنا مبادرة لرئيس الجمهورية ولسنا نادمين باعتباره رئيس الجمهورية ورمز وحدتها ودوره توحيد وتجميع كل الاطراف ولم نرد ان نفرض عليه الامر الواقع ولكن شاهدتم ما حصل …الاتحاد ليس رهينا لا لزيد او لعمر ..اذا انخرم الوضع فستكون لذلك تداعيات سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وهذا ما لن نسمح به ولنا قوة اجتماعية ضاربة لا يُستهان بها وليس كمن يجمع عددا من الناس وينزل للشارع للصياح …يعرفون ما معنى ان بنزل الاتحاد للشارع بقواه التقدمية والمدنية وبعماله “.