الشارع المغاربي: اعتبر السياسي المخضرم أحمد نجيب الشابي اليوم الخميس 29 جويلية 2021 أنّ المنظومة سقطت وان احتمال عودتها ضعيف جدا قائلا “نحن الان في حكم الامر الواقع” مؤكدا انه على سعيد استشارة النخب بالمعنى الواسع للكلمة بخصوص الشخصية التي ستساعده على قيادة البلاد.

وقال الشابي خلال حضوره اليوم باذاعة “ماد”: “حدثت 3 اشياء يوم 25 جويلية ..هناك مظاهرات عمّت البلاد كاملة والقوى التي دعت لها غير معلومة الى حد الآن لكن التجاوب معها كان كبيرا وهذه المظاهرات التي كانت واسعة استهدفت شيئين ..كانت تطالب بحلّ البرلمان وتم اقتحام مقرات النهضة في اكثر من ولاية …اذن هناك شبه انتفاضة على رمزين هما النهضة والبرلمان”.

واضاف “الشيء الثاني الذي حدث هو ان رئيس الجمهورية اعلن ما اسماه تفعيل الفصل 80 والشيء الثالث الذي حدث في الليل مباشرة هو بهجة عارمة في كلّ مناطق البلاد دون استثناء…اذن نستخلص من المحطات الثلاث ان هناك منظومة سقطت وان ما اثار غبطة الناس هو سقوطها وحسب رأيي احتمال عودتها ضعيف جدا لانها فقدت مصدر قوتها وهو المجتمع ثم فقدت السلطة التي كانت لديها من جهاز الدولة”.

وواصل “عودة وقوفها صعب ..والتخوف من اعتمادها القاعدة الخلفية في ليبيا مشروع لكنه غير وارد بالنسبة لي لأنّه يمكن ان تأتينا من ليبيا بعض اعمال العنف المتسربة عبر الحدود من خلال شبكات معروفة لكنه سيكون عنف معزول كما كان في سنتي 2015 و2016 …يوجع أمّا ما يغيّر شيء من الواقع …النهضة خبرت تجربة ليّ الذراع مع السلطة سنة 90 وخرجت باستنتاجات كارثية ولعلّ احتمال العنف ضعيف ..اظنه ضعيفا واتمنى ان يكون ضعيفا”.

وتابع “الآن ما فات مات…نحن الآن في حكم الامر الواقع ..الدستور وقع دوسه في اكثر من فصل وبالتالي لم يعد الان مرجع السلطات العمومية مهما كان الخطاب ..الان هناك حكم فردي مطلق…مساء يوم امس رئيس الجمهورية اقال مدير التلفزة الوطنية وانا لست آسفا عليه وعين خليفة له اتمنى لها النجاح …بأيّ قانون ؟ لا أعرف شخصيا باي قانون وهكذا دواليك … تم حل الحكومة والتونسيين غير آسفين عليها ولكن بأي حق ؟ الدستور لا يعطي هذا الحق…اعلن نفسه الرئيس الاوحد للسلطة التنفيذية بأي حق ؟ واعلن عن تشكيل حكومة ..من سيزكيها ؟ …ادارة الدولة الان تتم خارج الدستور وبارادة فردية مطلقة لرئيس الجمهورية ادامه الله..هذه الحالة لا نقبلها لانها منافية لمصلحتنا ولاننا لا نستطيع العيش كأمّة عصرية خارج النظام الديمقراطي”.

وقال الشابي “تونس منذ عهد الاستقلال تقدمت في الحداثة كثيرا…فقط الديمقراطية كانت تعوزنا وكانت مدمرة …ما نعيشه الان هو نتيجة الدكتاتورية التي لم تسمح للبلاد بتشكيل نخب سياسية وعندما حدث فراغ سنة 2011 سدّ الفراغ اشخاص ليست لهم اية دراية بالدولة او اية نظرة حول ما يجب ان تكون عليه البلاد ..بالتالي علينا التمسك بالديمقراطية …لا بد من عودة سريعة الى شرعية انتخابية جديدة وهذا تسبقه حكومة انقاذ وطني حول شخصية محل ثقة وكفاءة وليس على اساس الولاء والصداقة واصلاح المنظومة السياسية بما تتفق عليه النخب التونسية وليس بما يحلو لاحد الاطراف وهو رئيس الجمهورية الذي لديه في فكره نظام اخر غير الديمقراطية التمثيلية”.

واضاف “على رئيس الجمهورية استشارة النخب بالمعنى الواسع للكلمة بخصوص الشخصية التي ستساعده على قيادة البلاد لمواجهة الازمة الاقتصادية والصحية والاجتماعية وحول النظام الذي يريحنا من عدم الاستقرار الحكومي ومن انقسام السلطة التنفيذية الى راسين ومن قبضة الاحزاب …يجب اقرار نظام سياسي لا تسيطر فيه الاحزاب على الحكومة”.