الشارع المغاربي: اوضح خليل البرعومي القيادي في حركة النهضة اليوم الخميس 19 أوت 2021 أنّه استقال من المكتب التنفيذي لا من الحركة معتبرا انه على النهضة اجراء تغييرات جذرية شكلا ومضمونا .
وقال البرعومي خلال مداخلة له على الاذاعة الوطنية : “مرحلة اليوم ليست مرحلة هروب ولا مرحلة مواجهة ميدانية بقدر ما تمثل مرحلة مراجعات وتفكير ومحاولة للاصلاح بقدر المستطاع” معتبرا ان “ما حصل يوم 25 جويلية في علاقة بالتحركات الشعبية التي وقعت والشباب والغضب كان يستوجب رد فعل من حركة النهضة في علاقة بتعبيرها عن انصاتها لغضب الشارع وخاصة غضب فئة الشباب وكان عليها ان تتفاعل مع هذا بأي شكل من الاشكال وفي الواقع كان هناك بطء شديد تماما مثلما كان الشأن في السابق”.
واضاف “تفاعل الحركة مع ما قام به رئيس الجمهورية كان سريعا لكن ليس مع ما حدث شعبيا …كان يستوجب على مستوى القيادة ان يتم اتخاذ بعض القرارات السريعة في علاقة بمضمون الخطاب وشكله وكان عليها تفهم غضب الناس بمعنى استيعاب فعلي للدرس وللاخطاء “.
وتابع “كانت هناك أخطاء وسوء ادارة لمرحلة معينة كما ان هناك بعض المكاسب على مستوى الحريات والسياسة وغيرها ولكن هذا لم يعد يهم جزءا كبيرا من الشباب خاصة ومن الشعب عامة وهذا ما جعلني اقوم بخطوة للوراء لتقييم التجربة في هذه المرحلة مع الحفاظ على نضالي داخل الحركة كمناضل “.
وأوضح “استقلت من المكتب التنفيذي لا من الحزب وفي نفس الوقت حافظت على مواقفي للدفاع عن مكاسب الحرية والديمقراطية في البلاد وللدعوة لضرورة الاصلاح العميق في المشهد السياسي لينعكس على وضع المواطنين وفي نفس الوقت لرفض الخروقات الدستورية الجسيمة التي ترقى الى حدّ الانقلاب”.
وقال البرعومي “تصحيح المسار لا يكون بخرق القانون والدستور بقطع النظر عن النوايا الحسنة ويمكن ان تكون نية رئيس الجمهورية حسنة ولا نشكك في انه شخص نظيف ونزيه …هناك مؤسسات ودولة وقانون ودستور وكان بامكان رئيس الجمهورية لعب دور ايجابي قبل 25 جويلية ولم يقم به وكان بامكانه ايضا لعب دور ايجابي بعد 25 جويلية مثل محاربة الفساد واصلاح الشأن السياسي واصلاح اوضاع الناس والاشراف على مجالس وزراء وايضا في حسن اختيار بعض رؤرساء الحكومات السابقين وبعض الوزراء …نعرف انه كان هناك تدخل من القصر في بعض الاسماء”.
واستدرك “لكن كل هذا لم يحدث مما يعني ان ما حدث لا يمكن ان يمثل تصحيح مسار بآليات باطلة وغير شرعية وفي مشهد فيه انتهاكات لحقوق الانسان ولمواطنة عديد الناس سواء سياسيين او عائلاتهم او ابناؤهم او زوجاتهم..هذا مرفوض اخلاقيا وحقوقيا ودستوريا” مضيفا “النهضة مطالبة باجراء تغييرات جذرية شكلا ومضمونا وبالتجربة البسيطة التي عشتها داخل الحركة وفي فترة قصيرة جدا داخل القيادة وكمواطن وشاب تونسي يمكنني اليوم الجزم بانه على الحركة ان تجدد نفسها مضمونا من حيث رؤيتها للدولة وللحكم ولمشاكل الناس وان ترتب اولوياتها وفق اولويات الشارع”.