الشارع المغاربي: نشرت وكالة رويترز اليوم الاربعاء 1 سبتمبر 2021 : تفريغ لمكالمة هاتفية تمثل الاتصال الأخير الذي تم بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الأفغاني وقتها اشرف غني قبل أن تتمكن حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان بأكملها.
المكالمة تمحورت حول المساعدات العسكرية والاستراتيجية السياسية وتنظيم المراسلات التكتيكية بين الرئيسين لكن لم يكن أي منهما مدركا أو مستعدا للخطر الداهم على الأبواب ولا لأن تسقط البلاد بأكملها في يد طالبان.
وتحدث الرجلان وقتها لمدة نحو 14 دقيقة. ويعود الاتصال الى تاريخ 23 جويلية 2021.
واكدت وكالة رويترز انها اطلعت على تفريغ للمكالمة وانها استمعت للتسجيل الصوتي للمحادثة الأصلية مشددة على ان مصدرها طلب عدم الكشف عن هويته بسبب عدم التصريح له بنشر المواد المكتوبة والمسموعة .
وفي المكالمة، عرض بايدن مساعدات إذا تمكن غني من أن يوضح علنا أن لديه خطة للسيطرة على الأوضاع المتدهورة في أفغانستان. وقال “سنواصل تقديم دعم جوي مكثف إذا علمنا ما هي الخطة”. وقبل أيام من تلك المكالمة، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية لدعم القوات الأفغانية، وهي خطوة قالت حركة طالبان إنها انتهاك لاتفاق الدوحة للسلام.
كما نصح الرئيس بايدن نظيره غني بأن يحصل على موافقة أفغان نافذين على استراتيجيته العسكرية من وقتها فصاعدا ثم وضع “شخصية مقاتلة” لتقود تلك الجهود في إشارة لوزير الدفاع الجنرال بسم الله خان محمدي.
وأشاد بايدن في المكالمة بالقوات المسلحة الأفغانية التي دربتها ومولتها الحكومة الأمريكية وقال لغني “من الواضح أن لديك أفضل جيش… لديك 300 ألف جندي مسلحين جيدا، مقابل 70 أو80 ألفا وهم بالطبع قادرون على القتال جيدا”. لكن بعد أيام من ذلك، بدأ الجيش الأفغاني في التقهقر في أنحاء البلاد وعواصم الأقاليم دون قتال يذكر في مواجهة طالبان.
وخلال أغلب المكالمة، ركز بايدن على ما وصفه بأنه “نظرة” الحكومة الأفغانية للمشكلة. وقال “أحتاج لأن أقول لك وجهة النظر والمفهوم السائد حول العالم وفي أجزاء من أفغانستان، أعتقد أن الأمور لا تسير بشكل جيد في ما يتعلق بالقتال ضد طالبان… وهناك حاجة، إذا كان ذلك صحيحا أو لا، هناك حاجة لرسم صورة مختلفة”.
وقال بايدن لغني إن عقد شخصيات سياسية أفغانية بارزة مؤتمرا صحفيا معا لدعم استراتيجية عسكرية جديدة “سيغير من المفهوم السائد وسيغير الكثير من الأمور على ما أعتقد”.